عاد وديع رمسيس إلى مكتبه في المستشفى القبطي الأرثوذكسي في القاهرة بعد مغامرة فعلية عاشها نتيجة اختطافه في مدينته الأم "العريش". ولم يكتفِ الجهاديون المسؤولون عن اختطافه بطلب 200 ألف دولار من عائلته، بل حاولوا أيضاً دفعه إلى اعتناق الإسلام.
"لا نستطيع أن نقطع رؤوسهم جميعاً. فالمسيحيون كثيرون جداً ونحن بحاجة إلى المال. ولن تدفع العائلات إلا إذا تأكدت أن الضحية ستعود إليها على قيد الحياة". هذا هو الكلام الأساسي الذي قاله الخاطفون، حسبما ذكر الطبيب وديع رمسيس الذي اختفى في 14 يونيو 2014 وبقي سجيناً لدى داعش طوال 92 يوماً.
خلال تلك المدة، اعتقل رمسيس معصوب العينين ومكبل اليدين في خيمة وسط الصحراء، وكان يأكل الخبز الملوث ويشرب المياه القذرة. وتعرض للضرب والإذلال على أيدي المتعصبين الإسلاميين الذين كسروا له ضلعين وإحدى ذراعيه.
بالإضافة إلى هذه المعاملة الشنيعة، حاول الإرهابيون مراراً دفعه إلى اعتناق الإسلام، فكانوا يضربونه بالسوط كلما رفض ذلك. ولم يكتف الطبيب بشجب أعمال الجهاديين فحسب، بل استنكر أيضاً أعمال الشرطة.
"لو شاءت، لكانت حررتني 13 مرة. كان الجهاديون يتصلون دوماً من الهاتف عينه طوال ساعتين متواصلتين. حتى ابني تمكن من تحديد الموقع الذي كنت معتقلاً فيه".
ولكن، خلافاً للتوقعات، وبعيداً عن الضعف، حافظ رمسيس على سلامه خلال تلك المغامرة "بفضل إيمانه". حتى أن الصعوبات جدّدت روحانيته. قال فرحاً: "كنت قد نسيت كيفية الصلاة ومخاطبة الله.
خلال اعتقالي، اكتشفت هذه الأمور مجدداً. وفي الأيام الستين الأولى، كنت أفكر في كل الأخطاء التي ارتكبتها سائلاً الله أن يفكّ أسري لأعود إلى القداس وأعترف. وقد سمح الله بخروجي من محنتي لتحويلي إلى شخص أفضل".