يقوم البابا تواضروس الثاني، باتمام طقوس عمل زيت الميرون المقدس للمرة الحادي والاربعين التي تصنع فيها الكنيسة هذا الزيت، وذلك يوم 11 مارس، بمقره الباباوي بمركز اللوجوس بدير الانبا بيشوي العامر للرهبان الأقباط الأرثوذكس بوادي النطرون.
وقال مينا وليم الباحث الطقسي، في تصريح خاص ان الميرون هو الزيت الاشد قدسية في الكنيسة، وزيت التثبيت الذي يثبت المعمدين في الكنيسة وفي المسيح، ولذلك من قدسيته لا يصنعه الا البابا والاساقفة فقط، ولكن يستخدمه الكهنة بالطبع، ولكن من يصنعه هو البابا والاساقفة.
كما قالت بطريركية الأقباط الأرثوذكس في كتاب عمل زيت الميرون والغاليلاون عن طريقة صنعه انه تضاف الأفاوية أي الأعشاب التي تدخل في عمل الميرون الأتي ذكرها بعد أن تُطْحَن وتنخل جيدا إلي الماء وتنقع، ثم زيت زيتون فلسطيني وتطبخ علي نار هادئة مع التقليب المستمر على أربعة طبخات تستغرق حوالي أسبوع، ثم يبرد ويصفى مع الاحتفاظ بالتفل، ثم تضاف الدرور (العطور) وبعد أن تمزج تمامًا بالتقليب المستمر فيتكون الميرون، ويعبأ في الأواني.
ويضاف زيت الزيتون الفلسطيني إلى التفل الناتج من الأربعة طبخات ويغلى ثم يبرد ويصفى فيتكون زيت الغاليلاون الذي يستخدم في المعمودية أيضا.
وعن مكونات الميرون المقدس فقالت انها أفاوية ومفردها فوه بضم الفاء وسكون الواو كمثل قولنا قول - أقوال - أقاويل وهي في الاصطلاح الطقسي تعني أصناف التوابل والنباتات العطرية التي تدخل في طبخ زيت الميرون المقدس بواسطة البابا البطريرك وبمشاركة الأباء الأساقفة.
وعن زيت الميرون، قالت كنيسة القديس تكلا هيمانوت الحبشي للأقباط الأرثوذكس بحي الإبراهيمية، بمحافظة الإسكندرية، إن الميرون كلمة يونانية معناها "زيت طيب" أو "زيت عِطْرِي"، ويطلق على سر المسحة المقدسة كما تُطْلَق على الزيت المقدس نفسه الذي يمارس الدهن به في هذا السر، مع وضع اليد، والميرون حل محل وضع يد الرسل والأساقفة على المؤمنين لنوال موهبة الروح القدس.
وهو يصنع من زيوت معينة تخلط بالأطياب التي قدمت عند كفن السيد، وزيت الميرون أصلًا مكوَّن من زيت الزيتون بجانب مواد تُضاف له (في عملية طبخه وتقديسه).
ويُستخدم زيت الزيتون في زيوت الكنيسة، لأن شجرة الزيتون فيها أشياء تشير للأبدية. فهي شجرة لا يقع ورقها أبدًا طول السنة، ولا تجف الأوراق بل تظل خضراء. وغصن الزيتون يُشير إلى عطية السلام، ويُشير أيضًا إلى حياة النصرة.
ويتم استخدام زيت الميرون في رشم المُعَمَّد بعد سر المعمودية، كذلك في تدشين الكنائس والمذابح والأواني المقدسة والأيقونات، وكذلك الصلاة على مياه المعمودية، فالميرون أحد الزيوت الثلاثة التي يتم إضافتها له.
وأضافت الكنيسة: هناك تأمل أنه في موكب النُصرة في الأبدية كل واحد سيكون ماسكًا سعف النخل وأغصان الزيتون.. وفعلًا التلاميذ والأطفال فعلوا كذلك عندما استقبلوا المسيح وهو داخل أورشليم على مِثال ما سيحدث في الأبدية. كذلك زيت الزيتون يشير لعمل الروح القدس وسكناه فينا. والزيت عمومًا يشير إلى النعمة (النعمة تعني عطية مجانية من الله)، وبالميرون يحمل الروح القدس فينا ليثبتنا في إيماننا بالله وجهادنا الروحي.