في أجواء مفعمة بالإيمان والمحبة، اجتمع ممثلو الكنائس في مصر ومؤمنون من مختلف الطوائف في كنيسة الكاروز مار مرقس الرسول للأقباط الأرثوذكس بالمعادي للمشاركة في الصلاة من أجل الوحدة، والتي حملت هذا العام شعار “أَتُؤْمِنِينَ بِهَذَا؟”. جاءت هذه الصلاة بدعوة من مجلس كنائس الشرق الأوسط ومجلس كنائس مصر، ليجتمع الجميع بروح واحدة، مصلين ومتضرعين من أجل السعي للوحدة، مجسدين معًا قول المسيح: “لِيَكُونُوا وَاحِدًا” (يو 17: 21).
حضر صلاة اليوم نيافة الأنبا دانيال، مطران المعادي وتوابعها وسكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث استهل كلمته بالتأمل في معاني أسبوع الصلاة من أجل الوحدة، مشددًا على أن الوحدة تتجلى في المحبة، والتضامن، والخدمة ودعانا لأن نحب بعضنا بعضًا كما أحبنا هو، كما أعرب عن امتنانه لكل من شارك في هذه الصلاة، مؤكدًا أن هذه الروح المسكونية هي شهادة حية للمحبة والسلام.
تخلل الصلاة كلمة ألقاها كنن د.بهيج رمزي رئيس اللجنة التنفيذية بمجلس كنائس مصر (الكنيسة الأسقفية)، ممثلًا الأمين العام لمجلس كنائس مصر القس يشوع يعقوب، حيث تحدث عن وحدة المحبة والحوار، مشيرًا إلى أن الكنيسة مدعوة دائمًا إلى أن تكون جسرًا للسلام بين الجميع. كما قدّم عرضًا مفصلًا عن عمل مجلس كنائس مصر، نشاطاته، ولجانه، مؤكدًا على دور المجلس في ترسيخ المفاهيم المسكونية وتعزيز التعاون بين الكنائس المختلفة، ليكون صوتًا فاعلًا في المجتمع، يعكس القيم الإنجيلية التي تدعو إلى المحبة والقبول المتبادل.
خلال الخدمة، ارتفعت الصلوات والقراءات الكتابية من العهدين القديم والجديد، لتذكّر الجميع برسالة الوحدة التي زرعها المسيح في قلب كنيسته.
وسط هذه الأجواء الروحانية، كان خورس الشمامسة يرفع أصواته بترانيم، حيث تلاقت الألحان مع الكلمات المقدسة في سيمفونية روحية عميقة.
حضر الصلاة ممثلو الكنائس، من بينهم الأمين العام الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتور جرجس صالح، والأمين العام المشارك في المجلس القس د. رفعت فكري، والآباء ميشيل ميلاد ويوحنا سعد، أعضاء لجنة الكهنة والرعايا بالمجلس، بالإضافة لحضور الآباء كهنة كنيسة مارمرقس بالمعادي، والقس نجيب فضل راعي الكنيسة الإنجيلية بالمعادي، والشماس عصام عياد عضو لجنة أسبوع الصلاة، والأستاذ مدحت فايز رئيس لجنة المسكونية، ونورا إدوارد مسؤولة الإعلام والدعاية لأسبوع الصلاة، وكيرلس وهبة مسؤول يوم الشباب، ونانسي أنيس عضو لجنة أسبوع الصلاة، إلى جانب حشد من المؤمنين الذين جاؤوا بروح المحبة.
وبهذا الرجاء، اختُتمت الصلاة، لكن روحها ستبقى نابضة في القلوب، تلهم كل من حضرها ليكون رسولًا للمحبة، وعاملًا من أجل الوحدة، ليس فقط في الكنيسة، بل في كل أوجه الحياة، لأن الوحدة تبدأ من القلب، وحين تتجذر فيه، تنعكس على كل العالم.