في تصعيد جديد بالمشهد الإقليمي، نفذت القيادة المركزية الأمريكية سلسلة من الضربات الجوية على مخازن أسلحة تابعة للحوثيين في اليمن خلال الساعات الماضية، وفقًا لتسريبات وتقارير استخباراتية.
خلال الأشهر الأخيرة، كثف الحوثيون هجماتهم باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة ضد الأهداف العسكرية والمدنية في السعودية والإمارات، بالإضافة إلى تهديد السفن التجارية في البحر الأحمر.
ودفعت هذه التطورات واشنطن إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة، خاصة في ظل الدعم العسكري والتقني المستمر الذي يتلقاه الحوثيون من إيران.
تصعيد عسكري لمواجهة الحوثيين
حسب مصادر عسكرية مطلعة، فإن الضربات الجوية استهدفت مخازن أسلحة ومواقع لتجميع الطائرات المسيّرة في العاصمة صنعاء ومحافظات صعدة والحديدة، ويُعتقد أن هذه المخازن تحتوي على أسلحة وصواريخ متطورة، وتهدف العملية إلى تقليص القدرات الهجومية للحوثيين، ومنعهم من تنفيذ هجمات تهدد أمن المنطقة والممرات البحرية الحيوية.
وتعتبر هذه الضربات جزءًا من رسالة واضحة إلى طهران بأن واشنطن لن تتهاون مع محاولاتها لزعزعة استقرار المنطقة من خلال وكلائها.
ويأتي ذلك في وقت حساس يتزامن مع تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، حيث تستغل طهران الصراعات الإقليمية لتعزيز نفوذها، حسبما أفادت وكالة رويترز في تقرير صادر لها.
تحركات عسكرية أمريكية في المنطقة
في الأسابيع الأخيرة، شهدت المنطقة زيادة في التحركات العسكرية الأمريكية، بما في ذلك نشر حاملات طائرات وسفن حربية في البحر الأحمر والخليج العربي. هذه التحركات تأتي ضمن جهود واشنطن؛ لتعزيز ردعها العسكري في مواجهة التهديدات الإيرانية المتزايدة.
وتشير التقارير إلى أن القيادة المركزية الأمريكية قامت برصد مواقع محددة في اليمن تستخدمها الجماعات الحوثية لتخزين الأسلحة والتخطيط للهجمات على الأهداف الإقليمية.
انعكاسات الضربات على الأوضاع في اليمن
من المتوقع أن تؤدي هذه الضربات الجوية إلى تداعيات كبيرة على المشهد اليمني الداخلي.
يُسهم تدمير مخازن الأسلحة في إضعاف القدرات العسكرية للحوثيين، ما قد يُحدث تغييرًا في توازن القوى على الأرض، ومع ذلك، قد تدفع هذه الضربات الحوثيين إلى تصعيد هجماتهم الانتقامية على دول الجوار، ما يُنذر بمزيد من التصعيد الإقليمي.
كما قد تؤثر هذه الضربات على جهود الوساطة الدولية لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، خاصة إذا رد الحوثيون بتعطيل مسار المفاوضات.
ويرى محللون أن الخطوة الأمريكية قد تكون رسالة ضغط لدفع الحوثيين إلى طاولة المفاوضات بشروط أكثر مرونة.