
كشف تقرير بريطاني عن أن حزب "البديل من أجل ألمانيا"، المتطرف، على وشك تحقيق مكاسب قوية في الانتخابات البرلمانية (البوندستاج) التي انطلقت في ألمانيا اليوم، خاصة في ظل الدعم الذي يحظى به من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضحت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في تقرير لها، أن الألمان بدأوا التصويت اليوم في انتخابات من المقرر أن تمنح حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف أعلى نتيجة له وتحدد مستقبل أكبر ديمقراطية في أوروبا في وقت يشهد تحديات جيوسياسية واقتصادية حادة.
وأشارت استطلاعات الرأي إلى أن الحزب المؤيد لروسيا والمناهض للهجرة، بقيادة أليس فايدل، يمكن أن يفوز بدعم حوالي واحد من كل خمسة ناخبين ألمان، وهو ضعف ما حققه في الانتخابات الفيدرالية لعام 2021 خلال الحملة، وتلقى حزب البديل من أجل ألمانيا دعما من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورجل الأعمال إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم ومالك موقع إكس.
وحسب التقرير، ستمثل المكاسب الانتخابية للحزب تحولًا إلى اليمين في أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، والذي عانى خلال العامين الماضيين بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والمنافسة من الواردات الصينية الرخيصة.
وستصدر التوقعات الأولى للمقاعد في البرلمان الألماني (البوندستاج) في الساعة 6 مساءً بالتوقيت المحلي، عندما تغلق مراكز الاقتراع.
وأثارت حملة حزب "البديل من أجل ألمانيا" المعادية للأجانب، صدى بعد ثلاث هجمات مميتة نفذها مهاجرون، أول أمس الجمعة، فيما قالت الشرطة إنها ألقت القبض على لاجئ سوري بشأن هجوم بسكين مشتبه به في النصب التذكاري للهولوكوست في برلين.
واستبعدت جميع الأحزاب الألمانية الأخرى الشراكة مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" في ائتلاف، وهو ما يسمى جدار الحماية الذي ندد به نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس في مؤتمر ميونيخ للأمن، الأسبوع الماضي، لكن من المرجح أن تؤدي مجموعة يمينية متطرفة كبيرة في البوندستاج إلى تعقيد جهود بناء الائتلاف التي يبذلها فريدريش ميرز، زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU)، الذي يتقدم لخلافة أولاف شولتس كمستشار لألمانيا.
توقعات نتائج انتخابات ألمانيا
ومن المتوقع أن يفوز حزب ميرز المحافظ بالانتخابات بنحو 30% من الأصوات، في حين من المتوقع أن يقود شولتس حزبه الديمقراطي الاجتماعي (SPD) إلى أسوأ هزيمة له منذ عام 1887، بنسبة 15%.
وقد يصبح تشكيل الائتلاف أكثر صعوبة إذا تجاوزت الأحزاب الأصغر مثل الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي، وحزب اليسار المتطرف، وحزب "المحافظين اليساريين" الذي أسسته المتطرفة سارة فاجنكنيخت، عتبة 5% لدخول البوندستاج.
وقالت الصحيفة إن المستشار الألماني القادم لن يرث اقتصادًا راكدًا فحسب، بل سيرث أيضًا بلدًا مشوشًا بسبب خطاب دونالد ترامب العدائي تجاه أوروبا، فقد هز الرئيس الأمريكي حلفاءه عبر الأطلسي بالتهديد بسحب الضمانات الأمنية من القارة وإجراء محادثات مع روسيا بشأن مصير أوكرانيا.
وقال ميرز لأنصاره في تجمع حاشد في ميونيخ أمس: "سنفوز في الانتخابات الفيدرالية، وبعد ذلك سينتهي هذا الكابوس الذي تعيشه الحكومة الحالية أخيرًا"