يترأس مساء اليوم السبت٦ يناير ٢٠٢٤ الأنبا انطونيوس مطران القدس صلاة قداس عيد الميلاد المجيد من كنيسة المهد ببيت لحم، كذلك احتفل الروم الارثوذكس والسريان والاحباش بعيد الميلاد المجيد وفقا للتقويم الشرقي.
ومن جهته قال أديب جوده الحسيني أمين كنيسة القيامة بالقدس في تصريحات خاصة إن هناك اتفاق بين رؤساء الكنائس بالغاء الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، وستقتصر فقط على صلوات منتصف الليل.
وتابع: ستكون هناك مسيرات صامتة بسبب الحرب، الكشافة الأرثوذكس سيخرجون دون الاتهم الموسيقية وسيحملون اللافتات والتي كتب عليها شعارات تضامنية مع أهل غزة وشعارات تطالب بوقف حمام دماء الشعب الفلسطيني في غزة، وشعارات تطالب بوقف العدوان على مدينة غزة.
مختتمًا: وسيشارك أبناء الطوائف الأرثوذكسية في صلوات منتصف الليل مدينة بيت لحم مغلقة من قبل سلطات الاحتلال، مدينة بيت لحم يسودها الحزن والحداد بسبب العدوان الآثم على مدينة غزة، هذا العام لم يتم تشييد شجرة عيد الميلاد المعهودة والمغارة في ساحة كنيسة المهد، وأيضا ألغيت جميع الفعاليات الاحتفالية مثل الغناء والدبكة الفلسطينية والترانيم الدينية، والمسرحيات القصيرة وغيرها من مظاهر البهجة والفرح.
مضيفًا: ومن ناحية السياحة فهذا العام نستطيع أن نقول بأن السياحة معدومة تمامًا بسبب العدوان الاسرائيلي على مدينة غزة فلا سياحة في الأراضي المقدسة نصلي جميعًا من أجل أن يعم السلام مدينة السلام …
وبالتزامن مع احتفالات عيد الميلاد المجيد اجرت الدستور حوارًا مع بطريرك اللاتين بالقدس المدبر الرسولي بيير باتيستا بيتسابالا:
في البداية ماهي رسالتك للمسيحيين في صوم الميلاد وعيد الميلاد المجيد ؟
جاء في إنجيل لوقا: "لم يكن لهما موضعًا" (لو 2: 7)، لكن الله وجد لهم مكانًا. في هذا الوقت حيث يبدو أنه لا مكان للآخر، حيث العبارة هي "أنا وليس الآخر"، عيد الميلاد يمنح القدرة على إفساح المجال، وتوسيع قلوبنا، لفهم إرادة الله، فنترك مكان راحتنا، ونتجه نحو الآخر، لأنه الآخر (يقصد به يسوع) قد جاء إلينا فعلًا.
ش
كيف ستحتفل وستستقبل كنائس القدس بعيد الميلاد المجيد والذي يتزامن مع الحرب؟
سيكون عيد الميلاد أكثر تواضعًا، من دون أضواء أو موسيقى. ولن تكون هناك فعاليات خارجية مثل إضاءة شجرة الميلاد. ولكننا حافظنا على جميع الاحتفالات الليتورجية وأعياد الأطفال.
بكلمات بسيطة، أكثر تواضعًا وحميمية ومألوفة، بسبب معاناة الشعب الفلسطيني في مثل هذه الأوضاع الرهيب. لكننا سنحاول أن نفعل ذلك بشكل لائق وجميل لأطفالنا.
كيف رأيت دور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والدولة المصرية في دعم القضية الفلسطينة وقطاع غزة؟
إن دور مصر والرئيس المصري محوري، ليس فقط لأنه الممر الوحيد إلى غزة، ولكن لأنها الدولة التي تتمتع بنفوذ سياسي قوي في المنطقة ويمكنها الوساطة بين إسرائيل وحماس، وهو الطريق الوحيد لإنهاء هذه الحرب.
ماهي أبرز خسائر العدوان على المقدسات الدينية خلال فترة الحرب؟
استشهد 19 مسيحيًا في غزة، لم يكن لدينا خسارة أخرى في الأراضي المقدسة ومقدساتنا. لكن بما أنه لا يوجد حجاج والخوف يملئ الحجاج، فكنائسنا وأماكننا المقدسة فارغة.
هل هناك إحصاءات محددة عن أعداد المسيحيين المتبقية بغزة جراء الحرب، وماهو أعداد المسيحيين الحالية في الأراضي المقدسة ؟
يبلغ عدد المسيحيين في غزة حوالي 900 شخص. يجتمعون جميعًا في الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية، القريبتين من بعضهما البعض.
في الضفة الغربية لدينا ما يقرب من 40 ألف مسيحي، معظمهم من الأرثوذكس واللاتين. لدينا في الجليل حوالي 130 ألف مسيحي من جميع الطوائف.
ماهو دور الكنيسة الكاثوليكية في الحركة المسكونية بين الكنائس؟
نؤمن ككاثوليك بالحوار والاحترام بين الكنائس. هنا في الأراضي المقدسة، أصبحت العلاقات مؤخرًا ممتازة ونحن نتعاون بقدر الإمكان لتحسينها. معظم عائلاتنا هي عائلات مختلطة، حيث يتزوج بينهم الكاثوليك والأرثوذكس. إن شعبنا يطالب بالمحافظة على هذه العلاقات الطيبة بيننا.
ماهو دور الكنيسة في الحفاظ على الوجود وللتواجد المسيحي في الشرق الأوسط وبالأخص في الأراضي المقدسة والعالم؟
نحن ندعم مجتمعنا من خلال خلق فرص العمل (نعتبر ثالث أكبر مشغل في فلسطين)، وتسهيل تحقيق مشاريع الإسكان للمسيحيين، ولكننا نعمل أيضًا في تشكيل وتعزيز الهوية المسيحية في مجتمعنا
كيف تري اهتمام مجلس كنائس الشرق الأوسط بكنائس القدس والمقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية بالقدس والدعوة بالحفاظ عليها وحمايتها؟
إن الأرض المقدسة أرض الوحي. لذا وجب الحفاظ على كافة المقدسات والأماكن المقدسة، بغض النظر عن مسمياتها، وبشكل كامل، كما يجب أن يتمكن الحجاج من الوصول إليها. وعلى جميع رؤساء الأديان أن يعملوا من أجل تحقيق ذلك.
كيف رايت اطلاق البابا فرنسيس مبادرات لحل النزاع الأوكراني الروسي؟
أتمنى أن تنجح هذه المبادرة، حتى لو كانت معقدة للغاية. علينا أن نصلي من أجل حل هذا الصراع.
في رايك كيف تري هجرة البعض من الأراضي المقدسة ؟
طالما لا يوجد سلام في الأراضي المقدسة، فإن الهجرة ستبقى مع الأسف. السلام وحده الذي يحقق الاستقرار والأمل الاقتصادي والبقاء لعائلاتنا المسيحية.
كيف تري حفاظ المملكة الهاشمية في الحفاظ على الاماكن المقدسة والحفاظ على التعايش والتعاون في المجتمع ؟
للمملكة الأردنية الهاشمية دور خاص في الحفاظ على الأماكن المقدسة في مدينة القدس. وكما قلت من قبل، يجب على الجميع دعم الحفاظ على الأماكن المقدسة والوصول إليها بحرية. ودور جلالة الملك أساسي في هذا الصدد، فهو يضمن الحفاظ على هذا الحق واحترامه.
كيف رايت دور الكنيسة المصرية والتي يراسها البابا تواضروس الثاني في دعم القضية الفلسطينة؟
إن تضامن جميع الكنائس أمر ضروري، ونحن على علم بمدى شجاع قداسة البابا تواضروس، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، ونقدر جهده كثيرًا. فنحن نحبه، وقد أتيحت لي شخصيًا وفي عدة مناسبات، أنا أشيد بمداخلاته وخطاباته. إنها مناسبة لشكره على ما يفعله.
كيف تري قرار البابا شنودة بعدم زيارة الأقباط القدس؟
زار قداسة البابا تواضروس القدس في بداية خدمته. أعتقد أن هذا هو أفضل إجابة على ذلك.
كيف رايت الدعوات التي أطلقتها إسرائيل أنه ماحدث في كنيسة الروم الأرثوذكس ومستشفي الأسقفي بسبب إطلاق حماس النيران؟
شرت كنائس القدس بيانات إدانة مشتركة وواضحة وقوية، مطالبة المجتمع الدولي بالضغط لإنهاء الصراع، والمطالبة بالتحقيق في الحقائق وتوضيح المسؤوليات.
في رأيك ماهي أهداف الأحتلال الأن ومن وجهه نظركم من بيده إيقاف تلك المجزرة في غزة؟
يتعين على المجتمع الدولي برمته أن يضغط لوقف هذه الحرب، لكن من الواضح بالنسبة لي أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على وقفها.
كيف تري وضع المقدسات الدينية المسيحية والمسيحيين في فلسطين والأراضي المقدسة في ظل مايحدث الأن؟
أوكد إنها فارغة. ولكنها ستبقى مفتوحة منتظرة قدوم الحجاج من جديد.
ماهى ردود الأفعال على نبأ تبادل المختطفين وسجناء والتي كانت إيجابية في أغلبها رغم وجود مَن يعتبر التفاوض؟
ردود الفعل الأولى، كما قلت، كانت إيجابية، على أمل أن يستمر هذا الأمر ويحرر المزيد من الناس. ولكنها مع الآسف، ليست الحالة.
في رأيك هل بناء مسارات السلام في هذا السياق أمر معقد للغاية؟
من المؤكد أن الأمر معقد، لكنه ليس مستحيلا. علينا أن نعمل لجعل ذلك ممكنا.
كواليس اطلاقك لتحذير بأن الحكومة الإسرائيلية جعلت الحياة أسوأ للمسيحيين في الأراضي المقدسة فهل تواجه الأقلية المسيحية صعوبات من إسرائيل في حرية المعتقد أو العبادة وماذا تمثل القدس بالنسبة لليهود والمسيحيين ؟
قبل الحرب واجهنا بعض الهجمات من الجماعات اليهودية المتطرفة ضد المسيحيين. الآن يرتبط القيد الرئيسي بإغلاق الأراضي الفلسطينية، والذي لا يسمح للناس بحرية الحركة والتنقل.