حلت الحديد فى «برطس».. وأنقذت كنيسة «أتريب».. ونقلت « المقطم».. وفى «جبل قسقام».. و«ناصر» يشاهد الظهور بصحبة الشافعى فى «الزيتون».. و«كيرلس السادس» يشكل لجنة لتقصى الحقيقة
"رايح فين يا مليح.. رايح أشوف أم المسيح".. "نورك بان على الصلبان".. بهذه الكلمات هتف المتواجدون أمام كنيسة السيدة العذراء بالوراق خلال الظهورات النوارنية، التى ملأت السماء، وتجمع الآلآف لمشاهدتها فى مارس 2009، والكل يترجى شفاعات أم النور ويتباركون بها وينذرون النذور لها.
الظهورات النورانية للسيدة العذراء لم تقتصر داخل مصر، بل توجد ظهورات حول العالم بعضها تم الاعتراف به وأخرى مازالت قيد الدراسة والبحث، فيما تحولت الأماكن، التى ظهرت فيها العذراء إلى أماكن أثرية ومحل أنظار وزيارة كثيرون، ونظمت النهضات الروحية ورحلات الحج للتبرك من «أم النور».
الظهورات المريبة بدأت مع العصور الأولى فى عهد الرسل، فعقب وفاة السيدة العذراء، ظهرت إلى توما الرسول أحد تلاميذ المسيح، حيث أخذ الزنار من السيدة العذراء كدليل منها على رؤيته لها بعد وفاتها «البوابة»، تفتح ملف ظهورات السيدة العذراء حول العالم ومزارتها العالمية.
الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بأول ظهور للسيدة العذراء فى مدينة «برطس»، فى الحادى والعشرين من شهر «بؤونة»، من كل عام ويطلقون عليها العذراء حالة الحديد.
بحسب الفلكلور الكنسى ترجع قصة العذراء حالة الحديد إلى بداية انتشار المسيحية، عندما ابتدأ «متياس الرسول»، يبشر أهل مدينة برطس بالمسيحية، فآمن كثيرون بالمسيحية، وبدأوا يكسرون الأصنام، التى كانوا يعبدونها.
وبعدها تم القبض على «متياس»، الرسول وأمر الوالى بتقيده بالأغلال والسلاسل وسجنه وسجن معه كثير من مسيحى المدينة، الذين قبلوا المسيحية، وبداخل السجن ظهرت العذراء للرسول المبشر، فانحل الحديد وانفتحت أبواب السجن.
كان الظهور الثانى لإنقاذ كنيسة «أتريب»، فى مصر، فتنفيذًا لأمر الخليفة العباسى «المأمون»، الذى تولى الخلافة من ٨١٤ م حتى ٨٣٣ م أراد الوالى هدم كنيسة «أتريب»، فأمهل كاهنها ثلاثة أيام، فدخل الكاهن الكنيسة وظل يصلى صائمًا مصليًا؛ لإنقاذ كنيسة العذراء من الهدم.
وظهرت السيدة العذراء للخليفة العباسى وطلبت منه أن يكتب لوالى مصر المسلم رسالة ويمهرها بخاتمة يأمره فيها بوقف أمر الهدم، وهو ما حدث.
الظهور الثالث
ظهور العذراء مريم بجبل «قسقام»، للبابا «ثاؤفيلس»، البطريرك ٢٣، فقد أراد البابا «ثاؤفيلس»، تكريس كنيسة العذراء مريم بجبل «قسقام»، الدير المحرق ظهرت له القديسة العذراء مريم فى شكل نورانى، وأعلمته أن ذلك المكان تقدس فعلًا أثناء رحلة العائلة المقدسة فى هروبها إلى مصر من بطش هيرودس الملك - والأمر إلهام لهذا الظهور الفريد من نوعه أنها أعلمته خط سير رحلة الهروب إلى مصر، فكتب عنها «الميمر»، رسالة مخطوطة «وهذا الميمر يقرأ فى اليوم السادس من شهر هاتور أوهو عيد حلول أو مكوث أو ظهور العذراء مريم بجبل قسقام»، وكتب البابا «ثاؤفيلس»، فى الميمر وصف ظهور العذراء مريم «رأيت نورًا يفوق الشمس أضعافًا مركبة نورانية عظيمة تحمل العذراء مريم بوجهها النورانى، الذى لم أقدر أن أنطق بمجده، حيث كانت مرتدية حلة سمائية عظيمة المقدار وعن يمينها ويسارها الملاكين الجليليلين ميخائيل وغبريال، فعندها سقطت على وجهى مزعورًا فأشارت العذراء إلى الملاك الجليل ميخائيل، فأقامنى ورشمنى بمثال الصليب، ونزع عنى الرعب، وبعدها قامت السيدة العذراء، وقالت« يا ثاؤفيلس خليفة رسول ابنى الوحيد قم».
الظهور الرابع
ظهور العذراء للبابا القديس الأنبا إبرام البطريرك ٦٢ فى مصر عندما طلب الخليفة المعز لدين الله الفاطمى بوشاية الوزير اليهودى يعقوب بن كلس نقل جبل المقطم من مكانه؛ ليبرهن على صدق قول المسيح فى الإنجيل: «لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هناك فينتقل».
فذهب قداسته إلى الكنيسة العذراء مريم المعروفة بالمعلقة، واعتكف بها وداوم على الصلاة والصوم لمدة ثلاثة أيام، وفى فجر اليوم الثالث غفا البابا الأنبا إبرام غفوة قصيرة فرأى أم النور العذراء القديسة مريم وأخبرته بأن المعجزة ستتم، بأن يقابل سمعان الخراز وهو، الذى ستتم المعجزة على يديه وقد نقل فعلا الجبل المقطم.
فى الزيتون
فى ٢ أبريل ١٩٦٨، شاهد حسن عواد وعبد العزيز على ( خفراء )، ومأمون عفيفى (مدرب للسائقين)، وياقوت على - وهم من العاملين الساهرين ،الذين يعملون فى تصليح أتوبيسات فى جراش عام للحكومة التابع لهيئة النقل العام- الذى أشعة نورانية باهرة تخرج من القبة الرئيسية للكنيسة،
وإذا بهم يرون فتاة متسربلة بثياب بيضاء، وساجدة بجوار الصليب، الذى يعلو القبة، فتسمرت أقدامهم وفتحوا أفواههم وأصيبوا بالدهشة من هول المنظر، وإذا بالفتاة، التى رأوها تسير على سطح الكنيسة بالقرب من حافتها، فتصور فاروق محمد عطوة من وضوح التجلى أنها فتاة تريد الانتحار بإلقاء نفسها من فوق سطح الكنيسة، وكانت تقف فى بعض الأحيان على القبة الشديدة الانحدار فأشار إليها بإصبعه المربوط وصاح بأعلى صوته: « حاسبى يا ست.. حاسبى ياست.. حاسبى لحسن تقعى»، وتجمع المارة فى الشارع وبدأت الفتاة تظهر بوضوح واقفة وهى فى غلالة من النور الأبيض البهى، وكانت تمسك فى يدها غصن زيتون، ثم ظهر سرب من الحمام الأبيض فصرخ الكل: «دى العذرا مريم»، وحاول العاملون المسلمون فى الجراش أن يتأكدوا مما يرون فسلطوا أضواء كاشفة يستعملونها فى تصليح عربات النقل العامة ليلًا على الفتاة، التى تجوب سيرًا على سطح الكنيسة، فكان جسمها النورانى يزداد نورًا وتألقًا.. ولما شاع الخبر أطفأت إدارة الكهرباء سريان الكهرباء إلى المنطقة، فبدت العذراء أكثر نورًا وأشد ضياءًا.
و ذهب خفير (حارس)، الكنيسة إبراهيم يوسف عندما عرف بما يجرى مسرعًا إلى الأب القمص قسطنطين موسى كاهن الكنيسة، والذى يسكن على بعد خطوات من الكنيسة وقال له: « الحق يابونا العذراء ظهرت فوق القبة الشرقية»، فأرسل أبونا ابنه معه أولًا ثم ذهب بنفسه وشاهد صورة نورانية للسيدة العذراء وهى خارجة من القبة.
ناصر شاهدا
قرر الرئيس جمال عبد الناصر الحضور شخصيًا لمشاهدة ظهور العذاء فى الزيتون، وكان يصحبه حسين الشافعى سكرتير المجلس الإسلامى الأعلى، وجلسوا فى شرفة منزل أحمد زيدان كبير تجار الفاكهة، الذى كان منزله مواجه لكنيسة السيدة العذراء بالزيتون، وليلتها ظهرت السيدة العذراء أم النور ظهورًا فريدًا فى الخامسة صباحًا، ورآها كل الحضور وتولت الحكومة تنظيم الحضور حول الكنيسة، وجمع مبالغ نقدية وأعطت الحكومة الجراش المقابل إلى الكنيسة، وبنيت فيه كاتدرائية كبيرة باسم القديسة العذراء مريم.
لجنة كنسية
وبعد أن تكرر الظهور لعدة ليالٍ تصاحبه عدة ظواهر عجيبة شكل قداسة البابا «كيرلس»، السادس لجنة من القمص «جرجس متى»، مدير الديوان البطريركى، القمص «يوحنا عبد المسيح»، سكرتير اللجنة الباباوية لشئون الكنائس، القمص «بنيامين كامل»، سكرتير قداسة البابا.
وذهبت اللجنة إلى كنيسة السيدة العذراء، بالزيتون لتقصى الحقائق حول ظهورها وتجليها.. وعاينوا ظهور العذراء بأعينهم ثم تقابلوا مع عمال الجراش الحكومى المقابل للكنيسة، الذين شاهدوها أولًا وكتبوا تقريرهم بتاريخ ٣٠ ابريل ١٩٦٨ م، وسجلوا ما رأوه والتحقيقات، التى أجروها.
وقد شكل البابا المعظم الأنبا كيرلس السادس لجنة من الأساقفة لتقصى وقائع الظهور والمعجزات، التى صاحبتها؛ لأعطائة تقريرًا عن هذا الحدث الفريد فى نوعه، الذى شاهده الملايين من شعب مصر مسلمين ومسيحيين.
فى « كنيسة القديسة دميانة».
ظهرت العذراء فى كنيسة القديسة دميانة بأرض بابا «دوبلو»، بالترعة البولاقية بشبرا مصر فى مساء الثلاثاء ٢٥ مارس ١٩٨٦ م، تجلت العذراء «مريم»، بين قباب الكنيسة، وقد سطع نورها على المنازل المجاورة، وشاهدها سكان المنازل الخلفية وهى تتجلى بحجمها الطبيعى الكامل محاطة بهالة نورانية على القبة الشمالية ( الغربية )، وتكرر الظهور أكثر من مرة واستمر فى إحداها عشرون دقيقة وفى كل مرة يرتفع تهليل الجموع، ولم تمضِ إلا ساعات قليلة حتى انتشر الخبر بسرعة البرق فى هذه المنطقة، التى يسكنها أغلبية من المسيحيين، فازدحمت الشوارع المحيطة بالكنيسة، وظلوا حتى الصباح وسط أصوات الترانيم والتسابيح.
وقد شكل البابا شنودة الثالث لجنة لتقصى الحقائق، فشاهدت اللجنة ظهور العذراء مريم، وقد اقترن هذا الظهور بمعجزات الشفاء لكثير المرضى بأمراض مستعصية، التى عجز الطب عن علاجها، الذين توافدوا عليها طلبًا للشفاء.
ظهور العذراء مريم كانت تجليها فريدا من نوعه لأنه لم يقتصر الظهور على الليل وإنما كان فى وضح النهار، وأن نورها كان مختلف عن نور الشمس، كما أنه لم يقتصر الظهور على منارات الكنيسة، بل وفى داخلها أيضًا وأحب أن أسجل أننى رايتها تظهر على حجاب الكنيسة.
كان يصاحب ظهور العذراء مريم ظهورات أخرى للقديسة دميانة، كما ظهر «السيد المسيح»، له المجد صغيرا وتحمله القديسة العذراء مريم، واستمر ظهورها فى هذه الكنيسة لمدة أكثر من سنة.
فى ٩ أبريل ١٩٨٦ م، أصدر قداسة البابا «شنودة»، الثالث قرارًا بتشكيل لجنة باباوية؛ لتقصى ظهور العذراء «مريم»، ضمت كلًا من الأنبا «بيشوى» أسقف دمياط و«البرارى»، وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا«موسى»، أسقف الشباب، والأنبا «بولا»، أسقف كرسى طنطا، والأنبا «سرابيون»، أسقف إيباريشية جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، والقمص «مرقس غالى»، وكيل عام البطريركية والصحفى الأستاذ «مسعد صادق».
وقامت اللجنة المشكلة بدراسة تقارير الآباء الأساقفة والكهنة والرهبان وتقابلت مع عدد كبير من أبناء الشعب، الذين شاهدوا الظهور اطلعت على ما كتبه شهود الرؤية من زوار الكنيسة فى وقت سابق، وسجلته الكنيسة عما رأوه من ظواهر روحية غير طبيعية مثل: ظهور متكرر للعذراء فى أشكال متعددة وانطلاق حمام نورانى وبخور من الكنيسة.. ونور وهاج غير عادى يظهر من المنارتين ويلاحظ فى الصورة العليا أن الحكومة فى مصر قد قطعت التيار الكهربائى عن المنطقة مساء الجمعة، وبالرغم من ذلك ظهر النور والتقطه شخص يعيش بعيدًا عن الكنيسة.
وفى ١٦ أبريل ١٩٨٦م أصدرت اللجنة بيانًا جاء فيه: « من جهة الظواهر الروحية غير العادية بكنيسة القديسة «دميانة»، بشبرا بعد بحثها مع قداسة البابا تعلن أن هذه الظهورات الروحية بركة لمصر، وبركة للكنيسة، وليست جديدة على عصرنا، كما أنها تتمشى مع قول الرب فى سفر أشعياء النبى: «مبارك شعبى مصر».
فى أسيوط
البداية كانت يوم ١٧ أغسطس ٢٠٠٠، عندما شاهدتها سيدة مسلمة محجبة كانت تسير، فرأت العذراء تقف فوق سطح الكنيسة، تتمشى بين المنارتين، فتصورت أنها سيدة عادية تحاول الانتحار، أو خلع الصليب المثبت فوق المنارة، فأسرعت لإبلاغ المسئولين فورا.
ففى مساء الخميس ١٧ أغسطس ٢٠٠٠م الموافق ١١ مسرى ١٧١٦ ش بدأت العذراء فى الظهور فوق قباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى أسيوط، وهذه الكنيسة باسم «كاروز الديار المصرية مار مرقس»، الرسول وهى تقع فى منطقة الكنائس القديمة بغرب أسيوط.
وصدر بيان من الآباء كهنة أسيوط عن التجليات فى الكنيسة المرقسية ونشرت بمجلة «الكرازة»، بتاريخ ١٠ أكتوبر ٢٠٠٠ الموافق ٣٠ توت ١٧١٧ ش - العدد من ٣٥ - ٣٦ هذا البيان يؤكد مشاهدة لآلاف لتجلى العذراء بين منارتى وقباب كنيسة للقديس مرقس الرسول، والتى تم افتتاحها للصلاة بتاريخ ٣١/ ١٠/ ١٩٩٩م وذلك بعد أن تم إعادة بنائها مع دار المطرانية، ومما هو جدير بالذكر أن السكان المجاورون للكنيسة بدأوا منذ شهر مشاهدة ظواهر غريبة فى سمائها ليلًا، ولم يولوها الاهتمام إلا بعد أن تكررت هذه الظواهر، ويطلق المسيحيون هذه الظواهر، «بالظواهر الروحية»، فرأوا أسرابًا من الحمام الأبيض الكبير الحجم، والناصع البياض يطير ليلًا وتجلت العذراء بصورة نورانية، وفى أوقات مختلفة منذ ليلة السابع عشر من أغسطس، فأخذوا يراقبون هذه الظواهر باهتمام بالغ وصعدوا أسطح المنازل وانتشر الكلام عن هذه الظواهر العجيبة، وتوافد الناس فى الحارات (شوارع ضيقة) المتجاورة.
وقد أصدرت «مطرانية»، أسيوط شريط فيديو غطى جزء من ظهور العذراء والظواهر الروحية، التى صاحبت هذا الظهور خلال الفترة من ٢٢/ ٨ حتى ٤/ ٩ حيث شوهدت العذراء مريم فى شبه طيف فوسفورى بين قباب كنيسة القديس مارمرقس بأسيوط واستمرت ظهورات نورانية بصورة واضحة حيث توافدت الجموع، وازدحمت حول منطقة الكنائس غرب البلد يقضون ساعات الليل فى الصلاة، والترانيم الخاصة بمريم العذراء، والتسبيح حتى مطلع الفجر وحتى يوم ٩/ ٩ استمرت الظهورات لمدة ساعتين متواصلتين وذلك من الساعة الثالثة والنصف فجرًا وحتى الخامسة والنصف، حيث حدث تجلى الكتل النورانية كما هو موضح فى الصور الجانبية وانسكاباتها على القباب وبرج الكنيسة، وانطلاقها بين منارات الكنيسة فى صورة إعجازية.
واستقبلت مدينة أسيوط مليونى زائر من أنحاء مصر والعالم خلال أسابيع قليلة بعد انتشار خبر ظهورها وتجمعوا على أسطح المنازل وفى الحوارى الضيقة والشوارع، التى حول الكنيسة وامتدت الاحتفالات من احتفال الكنيسة، بعيد العذراء مريم مرورًا بعيد الشهداء المعروف بـ«النيروز»، ثم عيد الصليب.