
قالت صحيفة الجارديان البريطانية، في تقرير لها، إن توجهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السياسة الخارجية الأمريكية تؤسس لنظام دولي جديد وخطير، حيث بدأ عصر جديد من الإمبريالية العظمى التي يغذيها الاستبداد والقومية المفرطة.
رئاسة ترامب تنذر بعودة الإمبريالية
وقالت الصحيفة إن سلسلة من الانعكاسات المفاجئة في السياسة الأمريكية وإعادة ضبطها ومراجعتها منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الشهر الماضي تركت أصدقاء أمريكا وأعدائها يكافحون من أجل مواكبة الأحداث الأخيرة، مشيرة إلى أن رغبة ترامب في قلب النظام الدولي القائم والهيمنة عليه، وخاصة تقويضه للتحالف عبر الأطلسي بعد الحرب العالمية الثانية، تغذي الحديث عن لحظة فاصلة أشبه بعام 1989، عندما أشار سقوط جدار برلين إلى نهاية الحرب الباردة.
وبحسب الصحيفة، عزز سلوك ترامب الإجماع السائد بين السياسيين والدبلوماسيين والمحللين الغربيين على أن العالم وصل إلى نقطة تحول، وأن النظام المتعدد الأطراف الذي تقوده الأمم المتحدة والمبني على القواعد ينهار، وأن عصرًا جديدًا من الإمبريالية القوية التي تغذيها الاستبداد والقومية المفرطة والشعبوية اليسارية واليمينية يتكشف.
حرب غزة تكشف تغير ترامب للنظام الدولي
إن نهج ترامب "أمريكا أولًا"- الذي يركز على المصلحة الذاتية، ويتعامل مع المعاملات التجارية بشكل مفرط، ولا يزعجه الاعتبارات المبدئية للعدالة والقانون الدولي وحقوق الإنسان- يعكس هذا العالم المتغير ويعززه. وعندما تصطدم غرائزه غير المستنيرة والخاطئة باستمرار بالواقع القاسي لقضايا دولية محددة، تنشأ المشاكل كما كان متوقعًا.
وقالت الجارديان إن غزة هي مثال واضح على ذلك، حيث أمر ترامب بشكل متسلط بإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين، وتم تجاهل طلبه، وبعد ذلك، حدد موعدًا نهائيًا تعسفيًا، مما عرّض وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحماس للخطر، واقترح أيضًا سيطرة الولايات المتحدة على غزة والطرد الجماعي للفلسطينيين وهي فكرة غير قانونية وغير قابلة للتطبيق ولا يدعمها سوى اليمين المتطرف في إسرائيل.
حرب أوكرانيا تكشف خطط ترامب
وتابعت الصحيفة: كما أن التناقض والاستهزاء بالحقائق التي تميز نهج ترامب يتجلى مرة أخرى في تعامله مع أوكرانيا. ويقول إنه يريد إنهاء الحرب مع روسيا- وهو هدف جدير بالثناء يتقاسمه معظم الناس. ولكن بدلًا من دعم الوساطة المحايدة المستقلة، انقلب الرئيس الأمريكي على زعيم أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، ووصفه بالديكتاتور، وألمح إلى أنه يستفيد من الحرب.
وقالت إن مثل هذا الإسقاط يكشف الكثير، وينبع غضب ترامب إلى حد كبير من رفض زيلينسكي صفقة المعادن التي تبلغ قيمتها 500 مليار دولار، والتي يريدها ترامب "كسداد" للمساعدات الأمريكية.
وتابعت أنه مع خطواته السياسية غير المنتظمة وغير العقلانية، والتي تغذيها الضغائن الشخصية والنرجسية والجشع المرتزق، يتحرك ترامب صعودًا وهبوطًا.