تمتلك سيناء تراثًا غنيا ومتنوعا،ومن أبرز مفردات هذا التراث الأديرة التي تنتشر في عدد من المواقع في سيناء،ووراء كل منها حكاية من دروب التاريخ.
أحد هذه الأديرة يكشف حكايته خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء،حيث يلقي ورقة بحثية تحت عنوان " دير الوادى بطور سيناء دراسة للعمارة والتحف الفنية المستخرجة من الدير".
الورقة يلقيها ضمن فعاليات الملتقى الأول للتراث القبطى تحت عنوان "العمارة والفنون القبطية: توثيقها والحفاظ عليها" فى الفترة من 4 إلى 5 أكتوبر المقبا دل ينظمه معهد الأنبا أثناسيوس للدراسات المسيحية ببنى سويف تحت رعاية صاحب القداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ونيافة الحبر الجليل الأنبا إسطفانوس أسقف ببا والفشن وسمسطا.
ريحان المنسق الإعلامى قال أن البحث يلقى الضوء على أهمية الدير الموضوع على القائمة المؤقتة لليونسكو منذ عام 1994، وقد كشف عنه فى حفائر منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية منذ عام 1985 وحتى 1993 ويقع بقرية الوادى التى تبعد 6كم شمال مدينة طور سيناء بنى فى عهد الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى وظل عامرًا حتى العصر الفاطمى، ثم تحول إلى مقبرة للمسيحيين من طائفة الروم الأرثوذكس القاطنين بالمنطقة وقد ساهم فى الكشف عن هذا الدير بقايا مفتاح عقد مطعمة الدير الشاهد الأثرى الوحيد بالمنطقة عام 1985 .
وأشار إلى تاريخ الدير من خلال وثيقة بمكتبة دير سانت كاترين كتبت بعد عام (270هـ/883م) باللغة العربية، ومن خلال رسالة بعث بها البابا يوحنا رئيس دير الطور إلى مطران دير جبل سيناء (دير سانت كاترين) يوحنا الثانى عام (560هـ/1164م) باللغة العربية، ومواد بناء الدير وهى من الحجر الجيرى والحجر الرملى المشذّب والحجر الطفلى وكتل الطوب المربعة والطوب اللبن الذى استخدم أساسًا فى الأسقف والأفران والمصارف الصحية، أمّا الأسوار والأبراج والدعامات والعقود فمن كتل كبيرة من الحجر
ونوه ريحان إلى أن الورقة البحثية ستتناول عمارة الدير وتخطيطه مستطيل مساحته 92م طولًا، 53م عرضًا له سور دفاعى عرضه 1.50م ويدعّمه ثمانية أبراج مربعة، أربعة فى الأركان وإثنان فى كل ضلع من الضلعين الشمالى والجنوبى ويضم كنيسة رئيسية على طراز البازيليكا وثلاث كنائس فرعية ومطعمة وبئر مياه ومعصرة زيتون وفرن لعمل الخبز وفرن خاص لعمل القربانة وعدد 59 حجرة خلف السور وبمواقع متفرقة بالدير بعضها قلايا للرهبان والأخرى حجرات للحجاج المسيحيين والمسلمين الوافدين إلى الدير من ميناء الطور للإقامة فترة لزيارة الأماكن المقدسة بالطور ثم التوجه إلى دير سانت كاترين.
وتابع بأن ميناء الطور كان يستقبل الحجاج المسيحيين القادمين مع الحجاج المسلمين على نفس السفينة من ميناء السويس ويزورا معًا المواقع المقدسة بطور سيناء، ثم يتوجها سويًا إلى دير سانت كاترين لزيارة الدير وجبل موسى ويصلى المسلمون بالجامع الفاطمى داخل الدير ثم يعودوا إلى ميناء الطور لاستكمال الرحلة فى البحر الأحمر إلى جدة ومنها إلى مكة المكرمة.