شهدت قرية الكفاح مركز الفرافرة بمحافظة الوادى الجديد واقعة محزنة للغاية حيث توفى طفل قبطى يدعي "سامر مارك ماهر " وقامت أسرته بدفنه بمقابر المسيحيين، وهذه المقابر خاصة بالمسيحيين فى الجبل بجوار كنيستهم ويتم الدفن فيها من سنوات.
وعقب دفن الطفل بعدة أيام ، أعترض المسئولين بالمحافظة وأمروا بأستخراج الجثة من المدفن ، وطلب من أهل المتوفي البحث عن مكان آخر للدفن بحجة أن المسيحيين ليس لهم مقابر في تلك القرية، واجبروا أهله علي إخراج الجثمان ونقله لمقابر آخري للمسيحيين، وأقرب قرية مجاورة بها مدافن تبعد حوالي 100 كيلو متر عن قرية الطفل المتوفي.
وهناك تعنت من مجلس مدينة الفرافرة، وديوان عام المحافظة لأسباب لا نعلمها يريدون إزالة مقابر المسيحيين، ونقل موتاهم إلي مقابر أخري ، علي الرغم أن جميع الموافقات والمستندات المطلوبة مستوفاه وموجودة بمجلس مدينة الفرافرة وديوان عام المحافظة من أربع سنوات وقد استلم الأقباط أرض المقابر ووضعوا الحديد عليها من الجهات الأربعة، ويستخدموها كمقابر.
واستمراراً في التعنت يقوم المسئولين بعمل محاضر ضد الأقباط لأنهم يستخدموا مقابرهم لدفن موتاهم، والأقباط تستغيث من الظلم الواقع عليهم ولَم تحرك الجهات المعينة بالمحافظة ساكناً، وهذا انتهاك صارخ لأبسط حقوقهم وانتهاك لحرمه الموتي.
نتساءل هل هذا مقبول فى دولة تسعى للتطوير والتجديد، وأعمال المواطنة الكاملة، أين الرحمة والإنسانية بطفل توفى إلى رحمه مولاه ولم يجد نصف متر فى مترين ليدفن فيه وسط هذه الصحراء الشائعة، واقعة مؤلمة يندي لها الجبين، وضد كل الأعراف والتقاليد وضد قيم مجتمعنا المصري، إكرام الميت دفنه وليس تعذيب الأقباط وذويهم.
فالدولة ملتزمة بتوفير مقابر في تلك المناطق للجميع ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا لم يوفر المحافظ مقابر للمسيحيين، ألا يعلم أن ذلك حق لهم ، كيف لمسئولين موجودين بوظيفة عامة ولا يعرفوا الحد الأدني لمقتضيات وظيفتهم.
وإنني أندد بشدة بهذا المسلك غيّر المقبول الذي لا يتفق مع القيم الأخلاقية والإنسانية والأعراف وتقاليد المجتمع ، وأنعدمت فيه الرحمة من قبل الجهات المعينة بمحافظة الوادي الجديد، ومثل هذه التصرفات اللاإنسانية تخلق حالة من التوتّر و الاحتقان، وتضر السلام الاجتماعي.
وبناء علي ما تقدم نطالب بإقالة محافظ الوادي الجديد ورئيس مجلس مدينة الفرافرة ونائبه من مناصبهم ، وإحالة الموظفين المقصّرين وكل من تسبب في زيادة معاناة هذه الأسرة الملكومة للتحقيق، كما نطالب فوراً بسرعة توفير مقابر للمسيحيين بقرية الكفاح مركز الفرافرة والتي تخدم قري مجاورة كقرية أبو الهول وقرية عثمان بن عفان، ونتقدم بخالص العزاء لأسرة الطفل المتوفي ولذويهم لوفاة فلذه كبدهم، ونأمل عدم تكرار مثل هذه الواقعة المؤسفة البعيدة كل البعد عن قيم العالم المتحضر.