وصل أمس في الثانية ظهرًا على متن رحلة مصر للطيران قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، إلى مطار العاصمة النمساوية فيينا في بداية زيارة للنمسا تستمر أسبوعين.
رافقه في الزيارة الأنبا ماركوس أسقف دمياط وكفرالشيخ والبراري، والقس كيرلس الأنبا بيشوي مدير مكتب قداسة البابا.
وكان في استقبال البابا تواضروس الثاني لدى وصوله فيينا، الأنبا جابرييل أسقف الكنيسة القبطية بفيينا، والسفير محمد الملا سفير مصر في فيينا، وغادة والي المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والقنصل باسم طه القنصل العام المصري بالنمسا والمستشار الثقافي للسفارة، وعدد من القيادات في فيينا، إلى جانب كهنة الكنيسة بفيينا.
إذ بدأ البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، أمس الخميس، زيارته الرعوية إلى النمسا، وذلك بعد توقف عن الزيارات الرعوية للخارج دام لأكثر من سنتين بسبب فيروس كورونا المستجد.
وعقب وصوله توجه البابا إلى مقر إقامته في دير الأنبا أنطونيوس بقرية أوبر زيبن برونن بالقرب من فيينا.
وفي السابعة مساء الخميس التقى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، مساء الخميس، الآباء أعضاء مجمع كهنة إيبارشية النمسا وزوجاتهم، في العاصمة النمساوية ڤيينا، ضمن زيارة رعوية بدأها قداسته لأبنائه في النمسا.
وألقى قداسة البابا خلال اللقاء كلمة روحية عن الدروس الروحية من حياة القديس الأنبا بيشوي، تلتها فرصة للمناقشة، كما تحدث قداسته عن محبته لإيبارشية النمسا وأبنائها، وفي ختام اللقاء وزع قداسة البابا الهدايا التذكارية على الحاضرين.
وجاءت عظة البابا للآباء الكهنة تحت عنوان «الألقاب الثلاثة للقديس الأنبا بيشوي».
وقال البابا تواضروس الثاني إن الأنبا بيشوي يتمتع بثلاث صفات وهي الرجل الكامل، وحبيب مخلصنا الصالح، والذي غسل قدمي مخلصنا.
وتابع: الرجل الكامل فإن الرجل تشير إلى النضوج وليس الجنس، فالكل مدعو للكمال الذي هو عملية نمو تستمر الحياة كلها والكمال يأتي من خلال الوصية، وهو أن تسعى باستمرار أن تكون أفضل والأصوام تساعد في طريق الكمال، وكأنها درجات ترتقي بنا من كمال إلى كمال، ويجب أن تسأل نفسك هل صلواتك روتين أم مناجاة مستمرة والكمال مرتبط بالتعب والضبط؟.
وأوضح أن ثاني لقب للقديس الأنبا بيشوي هو حبيب مخلصنا الصالح، فاسأل نفسك هل يمكن أن يقول الله عنك هكذا؟ هل تُفَرِّح قلب الله بحياتك، بخدمتك، بعملك في الخفاء، بمحبتك، بعلاقاتك، بتوبتك، بقراءتك في الإنجيل وهنا احذر من الذات فالذات هي الدودة أو الآفة التي تتلف الحياة الروحية، هل تساعد الآخرين أم تصدهم؟ واحذر الكسل والتهاون والتسويف.
وأضاف: أما اللقب الثالث هو الذي غسَلَ قدمي المخلص فتذكر شكل الهرم قمته هي الرَجُل الكامل، جسم الهرم هي حبيب مخلصنا الصالح، وقاعدته هي غسل الأرجل، أي الاتضاع واتضاع الخادم هو الحماية له، هو حارس كل نعمة.
وتابع: "فهل أنت مستعد لغسل أرجل الآخرين، وهنا لا نقصد المعنى الحرفي لكن هل عندك الاستعداد الداخلي؟ ونقصد بالاستعداد الداخلي: التخلي عن الذات".
وأضاف: "أن في الكنيسة اليونانية هناك تقليد لسر الاعتراف وهو أن يُصلي الكاهن مع المعترف قبل الاعتراف ويقول: اعلم أيها الأخ إني خاطئ معك ولولا صليب المسيح لم تكن خطايانا لتُغفَر".
يذكر أن إيبارشية النمسا تأسست عام 2000 بسيامة نيافة الأنبا جابرييل أسقفًا لها وتخدم حوالي 15 ألفًا من الأقباط الأرثوذكس بالنمسا.
أما صباح اليوم الجمعة فقام قداسة البابا في السابعة من صباح اليوم بتدشين مذبح كنيسة القديس مكاريوس الكبير والموجود في دير الأنبا أنطونيوس بقرية أوبر زيبينبرون بالقرب من فيينا والذي يبعد عنها بحوالي 20 كيلومترًا.
وشارك البابا في طقس صلاة التدشين الأنبا جابرييل أسقف النمسا والقطاع السويدي، وعدد من كهنة الكنيسة القبطية بالنمسا.
وفي الثامنة صباحًا توجه قداسة البابا تواضروس الثاني إلى دير القديسة حنة، دشن البابا تواضروس مذبح القديسة حنة، ومذبح القديستين بربارة ويوليانا والموجودين بكنيستها بدير القديسة حنة للراهبات بقرية شونفيلد، وألقى عظة عن طريق القداسة من خلال 4 أمثلة لقديسين وهم القديس الأنبا موسى القوي، والقديس الأنبا بيشوي، والقديسة مارينا الشهيدة، والقديس أبانوب.
شهد صلوات التدشين السفير محمد الملا وزوجته بالإضافة إلى مطران الكنيسة الأرمينية بفيينا والكنيسة السريانية بفيينا.
وعقب انتهاء صلوات القداس الإلهي الذي أقيمت بدير الأنبا أنطونيوس بفيينا أقام الدير حفلًا حضره الضيوف الذين شهدوا صلوات التدشين.
وكان آخر زيارة رعوية للبابا تواضروس إلى العاصمة النمساوية فيينا وإلى الخارج في أكتوبر عام 2019، إذ كان وصل إلى العاصمة النمساوية «فيينا» قداسة البابا تواضروس الثاني قادمًا من فرنسا في إطار جولة رعوية في أوروبا.