مأساة إنسانية جديدة يدخلها سكان قطاع غزة، بعد مرور أكثر من 13 شهرا على الحرب الضروس التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني لم يسلم من ويلات أسلحتها البشر أو الحجر، يأتي الشتاء ليكون الفلسطينيون مع فصل جديد من الصمود.
وفي رسالة وجهها رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني للعالم تحدث فيها عن مأساة قطاع غزة في فصل الشتاء، قال: «الشتاء في غزة يعني أنه لن يموت الناس في غزة بسبب الغارات الجوية أو الأمراض أو الجوع، بل إن المزيد من الناس سيموتون وهم يرتجفون من البرد».
وبحسب المشاهد المأساوية التي تم التقاطها من داخل خيام قطاع غزة، التي لم تصمد في مواجهة الأمطار والسيول فإن الشتاء في القطاع "المنكوب" لم يعد موسما، بل أصبح اختبارا آخر لصمود شعب يصارع البقاء بين حرارة القتال وبرودة الطقس وطوفان المياه، وهدنة طال انتظارها، بعد استشهاد عشرات الآلاف، ونزوح قرابة مليوني شخص.
وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو التي تداولتها وكالات أنباء عالمية ووسائل التواصل الاجتماعي، كيف جرفت السيول الملاجئ البلاستيكية والقماشية التي يستخدمها النازحون الذين نزح معظمهم عدة مرات هربا من ويلات الأسلحة الإسرائيلية الفتاكة.
ويعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة في خيم معدة مؤقتا بالأقمشة والأغطية وألواح خشبية أو كرتون، عدا عن ذلك، من يعيشون بين الجدران المتبقية من المنازل، التي دمرها القصف الإسرائيلي المكثف منذ أكثر من عام، والذين لم يسلموا جميعا من البرد القارس في ظل نقص كبير للغذاء والدواء والكساء.
وبحسب مدير البرامج الصحية، مدير مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر بقطاع غزة، بشار مراد، فإن أكثر من 10 آلاف خيمة في مواصي خان يونس تطايرت نتيجة الرياح الشديدة والأمطار، ما اضطر النازحين إلى نقل خيامهم لمناطق بعيدة عن الشاطئ فى ظروف صعبة وقاسية.
ويعتبر فصل الشتاء في غزة، الذي يبدأ في نوفمبر ويستمر حتى فبراير، أكثر فترات العام أمطارا، مما يؤدي إلى تفاقم الظروف الباردة حيث يمكن أن تنخفض درجات الحرارة إلى 8 درجات مئوية.
وقدرت الأمم المتحدة أن نحو نصف مليون شخص في مختلف أنحاء غزة يعيشون في مواقع معرضة للفيضانات، وقد تغمرها مياه الصرف الصحي بمجرد بدء هطول الأمطار، بحسب لويز ووتريدج، المتحدثة باسم الأونروا.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلى استهداف مناطق متفرقة فى غزة، لليوم الـ 420 على التوالى، مع تفاقم الأزمة الإنسانية وانتشار المجاعة التى تزداد اتساعًا، وذلك فى ظل استمرار حصار شمال القطاع لليوم الـ56، وسط موجة برد وأمطار شديدة تضرب المنطقة خلال الآونة الأخيرة، ومع تزايد مستمر لحصيلة العدوان الإسرائيلى منذ أكتوبر 2023، والتي وصلت إلى 44.235 شهيد و104.638 مصاب.
l9bod4
ee3jus