ذكرت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم أن رئيس البلاد ميشال عون، يتريث في تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الوزراء الجديد، انتظارا للحصول على أجوبة من مختلف الفرقاء السياسيين حول الحكومة المقبلة، رئيسا وشكلا ومضمونا، مشيرة إلى وجود اتفاق عام على أن الحكومة الجديدة يجب أن تكون مُنتجة وقادرة وعلى مستوى التطلعات والتحديات.
ويتطلب تشكيل حكومة جديدة في لبنان إجراء ما يعرف بـ "الاستشارات النيابية الملزمة" حيث يقوم بمقتضاها أعضاء مجلس النواب بتسمية من يقوم بتشكيل الحكومة، ليصدر في أعقاب ذلك مرسوم رئيس الجمهورية بتكليف الاسم الذي اختاره النواب لرئاسة الوزراء، بإجراء المشاورات اللازمة لتشكيل الحكومة.
وذكرت صحيفة (النهار) إن وجهة نظر "عون" أنه لا تأخير حتى الآن في هذه الاستشارات، باعتبار أن الساعات الأخيرة لم تكن هناك ثمة قدرة على تحديد الطرق المغلقة من المفتوحة لبدء اجتماعات الكتل النيابية والقوى السياسية لبحث هذا الأمر.
ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بـ "المطلعة على موقف رئيس لبنان" إن الحكومة المقبلة تأتي في ظل ظروف استثنائية ويجب إفساح المجال أمام الكتل للاتفاق على اسم شخصية لتكليفها، وهو ما يعني أن توقيت الاستشارات مرتبط بالظرف الأمني العام الذي كان سائدا وبمشاورات الكتل النيابية.
وأكدت الصحيفة أن اسم سعد الحريري لا يزال – حتى الآن - يتقدم كل الصيغ الحكومية المطروحة لدى القوى السياسية في المشاورات الدائرة بالكواليس، وأن حركة الاتصالات تركز على وجوب التوصل إلى حكومة مُنتجة وتوحي بالثقة.
من جانبها، ذكرت صحيفة (الجمهورية) أن الفرقاء السياسيين يعكفون على مراجعة ما شهدته البلاد على مدى الفترة الأخيرة، تمهيدا لتحديد خياراتهم إزاء الحكومة بغض النظر عما سبق استقالتها وواكبها وأعقبها من مضاعفات.
وأضافت أن الواقع السائد هو "واقع احتوائي" وليس واقعا يفرض الدخول في تصفية حسابات سياسية، وإنما يفرض الذهاب إلى خطوات عملية لتجنيب البلاد الانهيار المالي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يتم الدخول في أسماء المرشحين لتشكيل الحكومة، بما يعني أن كافة الخيارات مفتوحة، وأن الحريري هو أحدها، وأن هناك تعقيدا في ما يتعلق بعمليتي التكليف وتأليف الحكومة، باعتبار أن التأليف يرتبط بشكل الحكومة الذي لم يتم الاتفاق عليه بعد، وكذلك مكونات هذه الحكومة.
من جهتها، ذكرت صحيفة (نداء الوطن) أن المداولات الجارية حاليا في الكواليس لم تدخل في تفاصيل تشكيل الحكومة، مشيرة إلى أن الحريري ما يزال على موقفه بوجوب قيام حكومة مصغرة تكون مزيجا من التكنوقراط والسياسيين، ولا تضم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، لكي لا تأتي صيغتها متجاهلة الحراك الشعبي ومطالبه.
من ناحيتها، أكدت صحيفة (الأخبار) أن عون يتمهل في الدعوة للاستشارات النيابية إلى حين يتم الاتفاق على صورة الحكومة، مشيرة إلى أن النقاش الدائر حاليا يتعلق بخطوات أبعد من تشكيل الحكومة، وأن رئيس البلاد يرغب في إعطاء الكتل النيابية الفرصة لتحديد موقفها، وأن الاستشارات النيابية لن تتأخر عن الأسبوع المقبل.
ومن جانبها، ذكرت صحيفة (اللواء) أن المعلومات تشير إلى أنه قد يتم إعادة تكليف الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة، أو أن يختار هو شخصية مقربة منه تتم تسميتها، وأن السيناريوهات تدور حول احتمالين: إما حكومة سياسية – تكنوقراط، وإنما حكومة تكنوقراط بالكامل ولكن من شخصيات على صلة بالعمل السياسي والعام، غير أن شيئا لم يتقرر حتى الآن.
وأضافت الصحيفة أنه من المقرر أن يجري الرئيس اللبناني الاستشارات النيابية الملزمة مطلع الأسبوع المقبل، لافتة إلى أن "عون" يسعى إلى أن تكون الحكومة المقبلة على قدر تطلعات اللبنانيين.