13 ديرًا فى مصر باسم العذراء.. 4 للرهبان و4 للراهبات و5 أثرية
نقل القديس لوقا البشير، رد السيدة العذراء مريم على الملاك، حينما أخبرها أنها ستحبل وتلد السيد المسيح، كان فهو ذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني، ويبدو أن الله أبصر السيدة العذراء فى تلك اللحظة ما ينتظرها، فها نحن على بعد أكثر من 2000 سنة من تلك اللحظة، إلا أن ما نطقت به مريم ما زال دائم الحدوث منذ حينها. ويتجلى تطويب السيدة العذراء داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية خلال صومها، الذى يبدأ 7 أغسطس من كل عام، ويستمر 14 يومًا، وتقدم فيه كل الأديرة والكنائس التى تحمل اسم ست البنات نهضات روحية تتخللها صلوات وعظات وتماجيد وفقرات كورالية وخلافه، لتعكس تلك الأيام القيمة الكبرى للعذراء فى نفوس أقباط مصر.
جبل الطير بالمنيا
أنشئ الدير الكائن بمدينة سمالوط بالمنيا بعدما قامت الملكة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين ببناء كنيسة فوق الجبل شرق النيل فى حوالى عام 44 للشهداء سنة 328 م، أى عاصرت الكنيسة حتى الآن 1675 سنة وهى منحوتة فى الصخرة ويتكون صحن الكنيسة المنحوت من قطعة واحدة من الصخر، وتوجد بعض النقوش على الحجارة فى أعلى الباب الغربى للكنيسة، وهذه الأحجار صور لبعض رسل المسيح له المجد.
وكانت المغارة غير معروفة فى الثلاثة قرون الأولى إلى أن حضرت الملكة هيلانة وأمرت بالحفر والنحت عن المغارة التى كشفوا عنها وأقامت عليها الملكة هيلانة الكنيسة الأثرية والمغارة ملاصقة للهيكل من الناحية القبلية وهى المكان الذى اختبأت فيه العائلة المقدسة لمدة ثلاثة أيام وبعدها غادرت المكان. وتعد شجرة العابد، من أهم معالم الدير.
دير المحرق
يوجد فى مخطوط بمكتبة دير السريان أنه فى القرن السادس عشر كانت القوافل تقوم من دير العذراء بناحية بياض النصارى تحمل المؤن لرهبان دير القديس أنبا أنطونيوس بالجبل الشرقي
أنشئ الدير عقب نياحة الأنبا باخوميوس أب الشركة عام 346 م، ولم يتثنى حتى الأن معرفة تاريخ إنشائه فعليا، وذلك عن طريق مجموعة من الرهبان الذين أتوا إلى تلك البرية فى جبل قسقام، ويعد واحدا من أهم الأديرة والمزارات المسيحية والآثار القبطية المصرية، إذ أتت إليه العائلة المقدسة أثناء هروبها من فلسطين للاختفاء من بطش الملك هيرودس الذى كان يسعى لقتل السيد المسيح، ويقع الدير على سفح جبل قسقام أسفل المدينة التى كانت تحمل ذات الاسم وخربت منذ زمن بعيد، ويبعد دير المحرق حوالى 12 كيلومترا غرب بلدة القوصية بأسيوط وعلى بعد 327 كم جنوب القاهرة، وذلك على حافة الصحراء حيث ترى فى الغرب الصحراء على امتداد البصر وكان الرهبان كثيرًا ما يتوغلون فى الصحراء فيما يعرف بالتوحد فى داخل الصحراء حسب المصطلح القبطى الرهبانى يطلق عليها البرية الجوانية، وهذا الدير عامر بالرهبان وتخرج منه العديد من الأساقفة، وظهر فى جبل قسقام ملاك الرب ليوسف وقال له فى حلم قم وخذ الصبى وأمه واذهب إلى أرض إسرائيل لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبى متى 2 :2 -21. أما الكنيسة الأثرية بدير المحرق، فهى أقدم أثر فى دير المحرق فهيكلها هو ذات المغارة التى أقمت فيها العائلة المقدسة ومذبحها هو نفس الحجر الذى كان بالمغارة والذى جلست عليه العائلة المقدسة وصحن الكنيسة تم ترميمه فى القرن 19م والكنيسة الأثرية لها عدة امتيازات ومذبح الكنيسة الأثرية هو الذى تنبأ عنها أشعياء النبى فى أشعياء 19:19 وهو أن يكون للرب الاله مذبح وسط أرض مصر.
دير العذراء السريان
أنشئ فى القرن الخامس الميلادى تقريبا، كما يشير الحصن القديم الذى يقع على يمين مدخل الدير، الذى بناه الملك زينون فى الفترة بين 474-491 م، تكريما لابنته الراهبة إيلاريا التى ترهبت فى برية شهيت، كما أن حواجز كنيسة العذراء يرجع تاريخها إلى ما قبل عام 700 م.
ويعد دير السريان أصغر الأديرة من حيث المساحة؛ إذ تبلغ مساحته حوالى فدان فقط، إلا أن أسوار الدير تعتبر أعلى أسوار الأديرة القائمة بالبرية، ويتكون الدير من عدة كنائس منها: كنيسة العذراء السريان التى تعد من أجمل كنائس البرية، إذ تمتاز بالنقوش الجميلة التى تغطى جدرانها وأبوابها وقبابها، خصوصا داخل هيكلها المتسع، وتعتبر أقدم مكان فى الدير بعد مغارة الأنبا بيشوي، وشجرة مار افرام السريانى التى كانت عصا جافه غرست فى الأرض حتى أصبحت شجرة ضخمة، وقد مضى عليها أكثر من ستة عشر قرنا وما زالت بحيويتها وخضرتها.
واشتهر الدير بذاك الاسم دير السريان لأن الرهبان الأقباط استضافوا بالدير رهبانا سريانا لفترة من الزمن.
يعد هذا الدير من أشهر أديرة محافظة بنى سويف وأكثرها زوارًا وله مواسم معينة ومعروفة من كل عام، حيث يقع على البر الشرقى من النيل تجاه مدينة بنى سويف، وحاليا أصبح الوصول إلى الدير سهلا متيسرا خاصة بالعربات بعد الانتهاء من تشييد الكوبرى الجديد.
وأول ما ذكر عن الدير أنها كانت تسمى كنيسة العذراء، حيث نقل عن المقريزى أيضا فى مخطوطاته التى وضعها بين عامى 1417، 1436م قائلا: كنيسة العذراء وأنطونيوس بناحية بياض قبلى أطفيح، وثانى خبر عن تاريخ الدير جاء أيضًا على أنه بيعة وذكر عرضا فى خبر زيارة البابا يوأنس الـ16 لمدينة القدس، وفيه أن الأب البطريرك سافر من القلاية ببنى سويف بمصر متوجهًا إلى مدينة القدس فى يوم الإثنين 25 مارس 1709 م وفى صحبته جمع من الكهنة والشعب، ويوجد فى مخطوط بمكتبة دير السريان أنه فى القرن السادس عشر كانت القوافل تقوم من دير العذراء بناحية بياض النصارى تحمل المؤن لرهبان دير القديس أنبا أنطونيوس بالجبل الشرقي. وأما مبنى الدير الحالى فهو مستحدث عن ذلك التاريخ، ففى عهد المتنيح أنبا أثناسيوس مطران بنى سويف الأول (1925ـ 1926) قام بإعادة بناء 60 حجرة فى أركانه القبلية والغربية والشرقية، وفى عهد أنبا أثناسيوس مطران بنى سويف الثانى قام فى عام 1965 بتكملة بناء حجرات الدير فى الركن البحرى منه فى بناء حديث.
وهو دير قديم، وكان له سور قديم ما زالت بعض أجزاء الأساس الحجرى للحائط الشرقى ظاهرة بحذو الترعة التى تمر شرقى الدير مباشرة.
وموقع الدير ممتاز يطل على النيل فى بره الشرقى والخضرة والماء من حوله والجبل الشرقى ليس ببعيد عنه، ومدخل الدير بالطرف البحرى من جهته الغربية، ويشاهد الداخل أمامه خمسة أعمدة جرانيتية من بقايا الدير القديم مركونة على جانب كشاهد وأثر لقدمه. واعتاد أهالى مدينة بنى سويف أن يقيموا فى الدير ويشغلوا حجراته فى فترة صوم السيدة العذراء التي يقع بين 7ـ 22 أغسطس من كل عام، وهو لهم بمثابة مصيف روحى واستجمام وخلوة فى وقت من السنة يشتد فيه الحر والرطوبة وينعم فيه الدير بهواء صاف.
البراموس بوادى النطرون
يقع دير العذراء بالجبل الغربى لمدينة أسيوط بدرنكة على ارتفاع 100 متر من سطح الأرض الزراعية، ويبعد عن المدينة 10 كيلو مترات، وبالدير مجموعة من الكنائس أقدمها كنيسة المغارة، وطول واجهتها 160 مترا وعمقها 60 مترا وهى منذ نهاية القرن الأول المسيحي، والجدير بالذكر أن مغارة الدير هذه ترجع إلى حوالى 2500 سنة قيل الميلاد، وبالدير كثير من الأبنية يصل بعضها إلى خمسة أدوار، وبها قاعات كبيرة للخدمات الدينية والاجتماعية والأنشطة الفنية، وحجرات للضيافة والإقامة،جاء المسيح له المجد إلى مصر وهو طفل صغير مع أمه مريم العذراء والقديس يوسف النجار، إذ تركت العائلة المقدسة فلسطين وطنها واتجهت نحو مصر، قاطعه صحراء سيناء حتى وصلت شرقى الدلتا مجتازة بعض بلاد الوجه البحرى فالقاهرة ومنها إلى صعيد مصر حتى مدينة أسيوط، ثم إلى جبلها الغربى حيث المغارة المعروفة التى حلت بها العائلة المقدسة، وفيما بعد قام بجانبها دير العذراء الذى يتربع فوق صدر هذا الجبل مطلا على الوادى الأخضر الممتد شرقا حتى مجرى نهر النيل، وكان مجىء العائلة المقدسة إلى جبل أسيوط فى شهر أغسطس وهو الذى يحل فيه صوم العذراء، أما عن المغارة، فيقال إنها كانت محجرا فرعونيا استخدمت فى القرن الأول المسيحي كنيسة وفى وسط المغارة مذبح للسيدة العذراء محاط بسور من الخشب المشغول وهي من المزارات السياحية المسيحية الهامة.
الحواويش
يقع هذا الدير على مسافة 4 كم شرق قرية الحواويش التى تبعد 12 كم جنوب شرق أخميم، ويرجع تاريخه إلى القرن 17 و18 الميلادي، يحيط بالدير سور مربع وتعتبر كنيسة الدير هى المبنى الرئيسى بالدير، والكنيسة تشترك مع كنائس أخميم فى الطراز حيث تتكون من ثلاثة هياكل نصف دائرية تزينهما الحنيات وعلى الجانبين حجرتان عميقتان يوصلان إلى ممر خلف الهياكل يسمى الضفير وصحن الكنيسة يتوسطه أربعة أعمدة مستديرة تحمل القباب، وتقع كنيسة القديسة الطاهرة مريم أم النور بالجزء الشرقى من الدير وتقع كنيسة الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا فى الجهة البحرية من الدير
وأصبح دير العذراء بأخميم مثالا يحتذي فى المثابرة من أجل إعادة إحياء الرهبنة المصرية فى الأديرة القديمة، وللدير حكاية طويلة تكللت بصدور قرار رئيس الجمهورية رقم 389 لعام 2005 لدير السيدة العذراء الكائن بالجبل الشرقي بحي الكوثر بسوهاج والمعروف بدير السيدة العذراء مريم ببرية أخميم باستكمال المنارتين وترميم الشروخ بأسوار الدير وإحلال وتجديد شبكة المياه والصرف الصحي.
سمى هذا الدير باسم السيدة العذراء البراموس، وهى كلمة قبطية تعنى للروم، أو الخاص بالروم، نسبة إلى القديسين مكسيموس ودوماديوس ابنا ملك الروم اللذين ترهبا فى الدير، وبنى الدير ببقعة نتريا أو أولاد الملوك كما أطلق عليها بوادى النطرة.
المبانى الرئيسية داخل أسوار الدير هى الكنائس والمائدة والحصن والقلالى مباني، وكنيسة السيدة العذراء الأثرية التى بنيت حوالى عام 350 م فى أيام القديس أبو مقار، وتبلغ مساحتها 1200 م مربع، وكنيسة القديس يوحنا المعمدان التى شيدت على أنقاض كنيسة أنبا أبلو وأنبا أبيب عام 1879 م فى عهد البابا كيرلس الخامس، وأخيرا كنيسة الملاك ميخائيل وهى توجد أعلى الحصن القديم، حيث كان الرهبان يطلبون شفاعة رئيس الملائكة الحارس أثناء غارات البربر.
أما مكتبة الدير، فقد اشتهرت بالعديد من الكتب الثرية وحوالى 422 مخطوطة، أقدمها يرجع إلى 1380 سنة.
الحمام بالفيوم الجنادلة
أنشئ الدير حوالى عام 346 ميلادية، الأنبا إسحق أب جبل البرومبل وجبل مفسط الدير حاليا وهو تلميذ الأنبا أنطونيوس، وعاش فى القرن الرابع الميلادي، وفى عهد قداسة البابا شنودة الثالث لاقى الدير اهتماما كبيرا وذلك بتعمير المكان كاملا. سور الدير تبنيه حشرة دبور الطين، حيث ساهمت تلك الحشرة فى تضخيم السور الأصلى للدير وحفظه من السقوط، وهذه الحشرة تأتى لمدة شهرين بمطلع كل عام، وتقوم بجمع حبوب اللقاح من زهرة الفول الأخضر وبواسطة الطفلة التى فى الجبل تبنى عشها الذى يشبهه كيس القطن الصغير جدا.
يعد دير الجنادلة فريدا من نوعه فى أثرياته وما يحتويه من البهجة والجمال وينفرد كثيرا فى محتوياته الأثرية وتقسيمه حيث سور الديركان يحيط بالدير سور كبير يجمع بداخله أبنية قلالى الآباء الرهبان والبئر الأثرى وجميع مبانى الدير والكنائس الأثرية ولكن هذا السور هدم ولم يبق منه إلا بقايا مبنية من الطوب تحيط بالكنيسه فقط.
وسمى الدير باسم دير الجنادلة بعد أن كان اسمه دير أبومقروفة حسب قراءة المساحة القديمة كانت الخرائط العامة تكشف عن أنه عام 1905 كانت المنطقة باسم مقروفيوس، أما تسميته بالجنادلة فيرجع لما يحيط بالبلدة والدير من صخور وأحجار تشبه الجنادل، فأطلقوا عليه اسم دير الجنادلة ويتردد كثيرا على ألسنة العديد ومتوارثة عن الآباء أن هذا المكان المقدس مرت به العائلة المقدسة أيضا.