حشد في سرت وطيران مجهول يقصف الوطية.. من أين ستبدأ حرب ليبيا؟
26.07.2020 06:40
Middle East News انباء الشرق الاوسط
مصر العربية
حشد في سرت وطيران مجهول يقصف الوطية.. من أين ستبدأ حرب ليبيا؟
حجم الخط
مصر العربية

من أين ستبدأ المواجهات العسكرية في ليبيا؟.. سؤال بات يشغل بال الكثير من الليبيين، على وقع المستجدات الأخيرة والتي طغت برمتها على واحد من أعقد الملفات العربية الآن (الملف الليبي).

ليبيا والتي تستعد أراضيها ربما لحرب قد تغير خريطة المشهد بالمنطقة العربية، نظرا لكثرة القوى اللاعبة والمحركة للحرب فيها، ها هي تفوح روائح البارود بها في عدة مناطق لعل أبرزها: "سرت وقاعدة الوطية، والتي تعرضت قبل ساعات لقصف مجهول هو الثاني خلال شهر".

وقبل ساعات، ووفق تقارير لوسائل إعلام عربية، أكد مصدر عسكري، تعرض قاعدة الوطية الجوية غربي ليبيا، لغارات جوية مساء السبت، للمرة الثانية خلال هذا الشهر شنتها مقاتلات مجهولة.

وقال الضابط في أمن غريان محمود الشارد، لموقع "ارم نيوز" الإماراتي، إن طيرانا حربيا حلق على علو منخفض على مدينة غريان واتجه صوب القاعدة ليسمع دوي 3 انفجارات قوية وسط القاعدة.

وأضاف الشارد أن الغارات استهدفت مخزنا للسلاح والذخائر وغرفة عمليات بالقاعدة، مبينا بأن مضادات أرضية من عيار "23" انطلقت من مفارز مسلحة موجودة لتأمين القاعدة للرد على القصف الجوي.

وأشار الشارد بأن انطلاق المضادات لم يمنع الطائرات من تكرار القصف لمرتين أخريين، مبينا بأنه بناء على معلومات واردة من مصدر موجود في القاعدة، استهدف القصف مخازن تحوي أسلحة وذخائر ومعدات جديدة وصلت مؤخرا من تركيا، بالإضافة إلى غرفة عمليات تم الانتهاء من تجهيزها منذ يومين.

يشار إلى أن قاعدة الوطية تعد من أهم القواعد الجوية الليبية وأكبرها، إذ تبلغ مساحتها نحو 50 كلم مربع، وتضمّ بنية عسكرية ضخمة شديدة التحصين، أقامتها الولايات المتحدة في أربعينيات القرن الماضي، وتتسم بموقع استراتيجي هام بقربها من الحدود التونسية والجزائرية وكذلك من البحر المتوسط، وتتيح تنفيذ عمليات قتالية جوية ليس بنطاق العاصمة طرابلس فقط وإنما بكامل المنطقة الغربية وحتى وسط ليبيا.

وحتى اللحظة، لم يرد أي تأكيدات على الخبر من قبل حكومة الوفاق الليبية، والتي تقع القاعدة تحت سيطرتها.

وفي الرابع من يوليو الجاري، نفذت طائرات حربية مجهولة غارات عدة على قاعدة الوطية الجوية الإستراتيجية غربي ليبيا، يعتقد أنها استهدفت تجهيزات عسكرية تركية في القاعدة لمنع أنقرة من استخدامها كقاعدة عسكرية ثابتة لها في ليبيا.

ورجحت مصادر تركية حينها أن تكون روسيا هي من قصفت القاعدة اعتمادا على أن سلاح الجو الذي نفذ الغارات متطور جدا لا تملكه بعض الدول العربية الداعمة لحفتر.

وعلى الصعيد الميداني، صرح المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق الوطني محمد قنونو بأن قواته تتقدم باتجاه الشرق -حيث تتمركز قوات اللواء خليفة حفتر- وأنها ترابط على مشارف مدينة سرت بانتظار التعليمات للبدء في عملية "دروب النصر" العسكرية، كما قال إن حكومة الوفاق هي من تحدد الخطوط الحمراء.

وفي السياق ذاته، قالت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) إن لديها أدلة متزايدة على أن روسيا تواصل من خلال مجموعة فاغنر نشر معدات عسكرية في ليبيا.

وأوضحت أفريكوم في بيان أن الصور الجوية تظهر قوات ومعدات فاغنر في الخطوط الأمامية بسرت، مشيرة إلى أن روسيا زوّدت هذه القوات بطائرات مقاتلة ومدرعات عسكرية وأنظمة دفاع جوي وإمدادات.

على الجانب الآخر، نشرت "أوراسيا ديلي" مقالا يستند إلى رأي تركي يقول بضرورة الإسراع في نشر طائرات إف-16 في ليبيا، لقطع الطريق على الدول الداعمة لحفتر في الجو، ولكي لا يكون الأمر موجعا لأنقرة كما في سوريا.وجاء في المقال: ستضطر تركيا إلى إرسال مقاتلاتها متعددة المهام من طراز F-16 إلى ليبيا للحفاظ على التفوق الجوي هناك، حيث يحتدم النزاع المسلح بشكل مطرد. ذلك ما تحدث عنه الكاتب السياسي التركي حسن بصري يالتشين، قبل أيام، في صحيفة الصباح.

وفي رأيه، فإنه يجب نقل المقاتلات إلى الجبهة الليبية، حيث اعتمد الجيش التركي حتى اليوم على طائرات مسيرة.ويرى يالتشين أن على تركيا المخاطرة بنشر طائرة F-16 للدفاع عن المكاسب التي حققتها في ليبيا. وأضاف: "إذا كنا لا نريد أن يتكرر سيناريو التفوق الجوي (الروسي) الذي يؤلمنا في سوريا، فيجب علينا إيجاد حلول للصعوبات والمخاطر التقنية وإظهار الإرادة السياسية في أقرب وقت ممكن".

وأضاف: "في نهاية المطاف، تواجه روسيا وغيرها الصعوبات والمخاطر نفسها. فالجغرافيا، تؤثر عليهم بالطريقة نفسها. وإذا كان بإمكانهم تحمل هذه المخاطرة، فيجب أن نكون قادرين على قبولها. خلاف ذلك، سنفقد السيطرة على السماء الليبية".

وفي الآونة الأخيرة، ظهرت في وسائل الإعلام أخبار عن خطط أنقرة لإنشاء قاعدة جوية خاصة بها جنوبي طرابلس، على أرضية قاعدة الوطية الجوية، التي تقع على بعد 140 كم من العاصمة.

في الجهة المقابلة، وفي إطار حرب التصريحات بين القوى المتحاربة في ليبيا، قال المتحدث باسم قوات حفتر، اللواء أحمد المسماري، قبل يومين، إن الجيش وثق "توجه دفعات جديدة من المرتزقة السوريين إلى ليبيا".

وأضاف المسماري أن تركيا تنقل دفعات جديدة من "المرتزقة السوريين لمدينة مصراتة الليبية في تحد صارخ للمطالب الدولية للتهدئة ووقف النار"، قائلا إن العملية تتم عبر إحدى طائرات شركة الإفريقية الليبية.واعتبر أن ما تقوم به أنقرة "خرق للقرارات العربية والدولية التي تمنع نقل المرتزقة والمقاتلين الأجانب إلى ليبيا".

وذكر في تدوينة على "فيسبوك" أن "تركيا تدعم الإرهاب والجريمة في ليبيا وتعمل لتحقيق أحلامها في السيطرة على إقليم ليبيا الجغرافي وعلى مقدرات وثروات الشعب الليبي".

وختم المسماري تدوينته قائلا: "العالم يتفرج.. وتركيا تتمدد".

وتعيش ليبيا حالة من الفوضى منذ الإطاحة بالرئيس السابق معمر القذافي في 2011، وأصبح شرقها تحت سيطرة قوات حفتر، وغربها في أيدي حكومة الوفاق الوطني.

ولم ينجح الهجوم الذي شنته قوات حفتر للسيطرة على طرابلس في تحقيق الغرض منه، حيث تراجعت قوات الجنرال الليبي في الآونة الأخيرة، بعدما خسرت العديد من المناطق الحيوية، لعل أهمها قاعدة الوطية العسكرية، ومدينة ترهونة وبعض المناطق الأخرى.

وتعيش تخوم مدينة سرت الليبية حالة من التوتر والقلق بعد تزايد الحشد العسكري من قبل فرقاء ليبيا، وبعض الدول العربية والغربية.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.