قالت شبكة "CNN" الأمريكية: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمضى الشهر الأول من ولايته الثانية في مهمة غير عادية، وهي تفكيك النظام العالمي الذي قضت الولايات المتحدة السنوات الثمانين الماضية في بنائه.
رئاسة ترامب تهدد النظام العالمي
وتابعت "CNN" أنه عندما فاز ترامب في انتخابات العام الماضي، كان هناك شعور بين بعض الدبلوماسيين الغربيين في واشنطن، بأن حكوماتهم تعرف كيف تتعامل مع رئيس كان في كثير من الأحيان في ولايته الأولى يصنع السياسة الخارجية، من خلال التغريدات على تويتر، ولكن الصدمة التي دفعت الزعماء الأوروبيين إلى عقد اجتماع طارئ في باريس هذا الأسبوع، أشارت إلى أنهم قللوا من تقدير مدى الدمار الذي قد تسببه ولاية ترامب الثانية.
وقالت الشبكة الأمريكية: إن ترامب عكس السياسة الأمريكية بشأن الحرب في أوكرانيا، حيث اتخذ موقفًا لصالح الغازي بدلًا من الطرف الذي تعرض للغزو، ويردد أقوال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويحاول إبعاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن السلطة.
كما سافر نائبه جيه دي فانس إلى ميونيخ، حيث انتقد الزعماء الأوروبيين ووصفهم بأنهم "طغاة" يقمعون الفكر المحافظ، وفي غضون ذلك، قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث للأوروبيين: إنهم بحاجة الآن إلى "تولي مسئولية الأمن التقليدي في القارة"، ما أثار شكوكًا فورية حول عقيدة حلف شمال الأطلسي الأساسية المتعلقة بالدفاع المتبادل عن النفس.
هواجس ترامب تغير سياسة أمريكا
وتابعت "CNN" في تحليلها أن سمعة الولايات المتحدة في سياستها الخارجية التقليدية مدفوعة بهواجس ترامب الخاصة، والتغيرات الجيوسياسية الأوسع نطاقًا، وبينما تظل الولايات المتحدة القوة الأقوى في العالم، لكنها لم تعد تملك القوة التي تمكنها من إجبار الآخرين مثل: الصين، على العيش وفقًا لقواعدها.
ولكن ليس هذا فحسب، بل إن الإدارة الأمريكية الجديدة تسعى بنشاط إلى زعزعة استقرار الديمقراطيات الصديقة، وتغذية حركة عالمية من الشعبوية اليمينية.
وحذر فانس في خطابه من أن الحكومات الأوروبية سوف تتعرض لتهديد أمني أكبر من الصين أو روسيا؛ بسبب سياساتها بشأن حرية التعبير والهجرة.