أوجز الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، حقوق غير المسلمين من أهل الكتاب سواء كانوا مسيحيين أو يهودًا في ست كلمات.
وأوضح الطيب خلال برنامج الإمام الطيب، أنه يمكن تلخيص حقوق أهل الذمة أو غير المسلمين من أهل الكتاب، في ست كلمات، هي: لهم ما لنا، وعليهم ما علينا، أي المساواة مع المسلمين، منوهًا بأنه تحت هذه العبارة يمكن وضع أي قدر من الحقوق والحريات التي يحلم بها الإنسان.
وأشار إلى أنه رغم معاناة الإسلام مع اليهود، إلا أنه أباح الزواج منهم، والتعامل معهم، لكن كان المسيحيون فعلا، لأنهم أبدوا كثيرًا من التعاطف للإسلام في نشأته حيث احتضنوه عندما كان وليدًا.
ونوه بأن عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- مع نصارى نجران، عكس كيف كان النبي -صلى الله عليه وسلم- شديد الحساسية في حقوق غير المسلمين، والذي ورد نصه: أن أحمي جانبهم ـ أي النصاري ـ وأذب عنهم وعن كنائسهم وبيعهم وبيوت صلواتهم ومواضع الرهبان ومواطن السياح حيث كانوا من جبل أو واد أو مغار أو عمران أو سهل أو رمل، وأن أحرس دينهم وملتهم أين كانوا من بر أوبحر شرقا وغربا بما أحفظ به نفسي وخاصتي وأهل الإسلام من ملتي.
وتابع: وأن أدخلهم في ذمتي وميثاقي وأماني من كل أذي ومكروه أو مؤونة أو تبعة، وأن أكون من ورائهم ذابا عنهم كل عدو يريدني وإياهم بسوء بنفسي وأعواني وأتباعي وأهل ملتي، وأن أعزل عنهم الأذى في المؤن التي حملها أهل الجهاد من الغارة والخراج إلا ما طابت به أنفسهم، وليس عليهم إجبار ولا إكراه علي شيء من ذلك.
وأكمل: ولا تغيير لأسقف عن أسقفيته ولا راهب عن رهبانيته، ولا سائح عن سياحته، ولا هدم بيت من بيوت بيعهم، ولا إدخال شيء من بنائهم في شيء من أبنية المساجد ولا منازل المسلمين، ومن فعل ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله وحال عن ذمة الله.
وواصل: وألا يحمل الرهبان والأساقفة، ولا من تعبد منهم أو لبس الصوف أو توحد في الجبال والمواضع المعتزلة عن الأمصار شيء من الجزية أو الخراج، ولا يجبر أحد ممن كان علي ملة النصرانية كرها علي الإسلام، ويخفض لهم جناح الرحمة ويكف عنهم أذي المكروه حيث كانوا وأين كانوا من البلاد، منبهًا إلى أن الاعتداء على المسيحيين وكنائسهم يُعد خروجًا.