«آرى باميفئى أو باشويس» اللحن الأخير لشهداء حادث حلوان.. 5 مشاهد بين أصوات الرصاص وصيحات "كيرياليسون" أمام كنيسة مارمينا
30.12.2017 05:42
تقاريركم الصحفيه Your Reports
صدى البلد
«آرى باميفئى أو باشويس» اللحن الأخير لشهداء حادث حلوان.. 5 مشاهد بين أصوات الرصاص وصيحات
حجم الخط
صدى البلد

"أذكرني يارب متي جئت في ملكوتك" .. هذه كانت الكلمات الأخيرة لشهداء كنيسة مارمينا الذين رددوها في القداس الإلهي صباح أمس يوم الحادث الدامي الذي شهدته الكنيسة في حلوان، وأنهوا الصلاة ليبدوأ في التجهيز لاحتفالات رأس السنة الميلادية وأعياد الميلاد المجيد، لم يكن لديهم علم بأن أرواحهم ستصعد للسماء بعد دقائق، وبعد 24 ساعة من الحادث نرصد 5 مشاهد ستظل في ذاكرة جميع من مروا بهذه اللحظات الأليمة.

آرى باميفئى أو باشويس

جلست إيفيلين تصلي داخل الكنيسة الصلاة الأخيرة وبرفقتها ابنتها كريستين مرددين "آرى باميفئى أو باشويس" - وهو لحن يردده الأقباط خلال القداس- حيث ذهبا منذ الصباح الباكر إلي الكنيسة للصلاة، دون علمهما بأنها ستكون الصلاة الأخيرة ليصعدا إلي المساء حيث الصلاة الأبدية، وفي العاشرة صباحا غادرت الشهيدة الطابق الثاني للكنيسة وتوجهت إلى الطابق الأرضي للمشاركة في تجهيزات الكنيسة للاحتفال بالأعياد مع الأطفال وتابعتها ابنتها كريستين، حتي خرجت أمام بوابة الكنيسة لتجد امامها الإرهابي يمطر أمين الشرطة بالرصاص وفي دقائق معدودة كان لها دورا في الاستشهاد امام باب الكنيسة وخرجت ابنتها مسرعة ليطلق الإرهابي تجاهها طلقات نارية تصيبها.

محل العجايبي

وفي الصباح خرج عم وديع القمص زوج الشهيدة إيفيلين وتركها مع ابنته امام الكنيسة وغادر إلي المحل المواجه لها "محل العجايبي" لتوابيت الموتي، وخلال قيام الارهابي بإطلاق الاعيرة النارية خرج عم وديع امام بوابة المحل ليراه الإرهابي ويبادر إطلاق اعيرة نارية تجاهه تسفر عن سقوط عم وديع شهيدا داخل أرضية المحل الذي اعتاد ان يجلس بداخله يستمع للترانيم القبطية.

ثلاجة مستشفي النصر

داخل مستشفي النصر كانت الاصوات ترتفع "يارب ارحمهم" واللون الأسود يكسو الجو العام لمنطقة المشرحة، وسيارات الاسعاف تسيطر علي الموقع بأكمله مع اصوات الصراخ والعويل المتقطعة التي كانت تظهر على فترات وتختفي تارة أخري، هنا يرقد 5 جثامين لشهداء الكنيسة في انتظار تشريحهم والتصريح بدفنهم، وعلي اليمين كانت احد السيدات جالسة بالرداء الاسود وعينيها غارقة في الدموع تردد: "تحت الصليب كلنا شهداء"، "يارب ليه صورة الدم في كل عيد"، "قتلوهم كنت مستنية اشوفهم وافرح معاهم في العيد".

البطولة الوطنية

وبالخارج سطر أهالي الشارع الغربي ملحمة في البطولة والوحدة الوطنية، مابين الشيخ طه إمام المسجد الذي ردد بأنه يستعد للشهادة فداء لحماية الكنيسة، وعم أبانوب مالك احد المحال التجارية الذي قال: المسلمين كانوا يتقدمون صوب الارهابي قبلنا وكأنهم دروعا لحمايتنا، وجرجس الذي شاهد جثة شقيقته بجوار أمين الشرطة وتركها وحمل السلاح الميري للدفاع مكان الشهيد الأمين، والأهالي الذين تجمعوا داخل مستشفي النصر وحلوان العام دون العلم من منهم قبطي ومن مسلم، صورة المواساة كانت بين باحات المستشفيات والشوارع والجميع يقف لتلقي العزاء.

كيرياليسون

داخل كنيسة العذراء مريم التي احتشد بها مئات المواطنين من اهالي المنطقة لحضور الصلاة الاخيرة علي أرواح الشهداء، تعالت الصيحات فوق أصوات الصراخ والعويل مرددين "كيرياليسون"، طالبين من الله ان يرحم الشهداء ويتغمدهم برحمتهم .. دقائق معدودة وفتحت الكنيسة أبوابها لدخول جثامين الشهداء حيث اهتزت حلوان لأصوات الأجراس والتصفيق الحار من أهلية الشهداء والحضور بالكنيسة بالداخل والخارج.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.