يحتفل الأقباط غدًا الأربعاء بعيد البابا كيرلس السادس، البابا الأكثر شعبية بين باباوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث اشتهر بالعديد من المواقف وكذا المعجزات، حتى لقب بـ "رجل المعجزات".. نورد بالسطور المقبلة أبرز هذه المواقف.
البابا والذئب: ماذا تريد يا مبارك؟
كانت الطاحونة بغير باب وفوجئ البابا بذئب يدخل علية فرشم عليه علامة الصليب وسأله "ماذا تريد يا مبارك ؟"
وإذ بالذئب يقبع عند قدميه ويقضى ليلته معه، وفى الصباح بعد أن صلى البابا، قام بعمل فنجان قهوة، فأخذ الذئب يشمشم رائحة القهوة فأبتسم البابا وعمل له فنجان من القهوة كبير فشربه الذئب وذهب لحال سبيله، ويقال أنه من ذلك اليوم أعتاد الذئب أن يأتي إلى البابا كل مساء ويبيت معه ويشرب القهوة في الفجر، وفى يوم آخر ذهب الأستاذ جورجي إبراهيم كان يزور البابا وتأخر عنده حتى الغروب وفى ما هو منصرف أنزعج من رؤية الذئب وهو يدخل الطاحونة فأبتسم البابا وقال له: هذا شريكي في الطاحونة".
علاقة البابا بعد الناصر من التوتر للصداقة
كانت علاقة البابا كيرلس السادس، مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مثار حديث تاريخي دائم، كانت في البداية يشوبها نوع من التوتر في بدايتها، وذلك بسبب أن البابا طلب عدة مرات مقابلة الرئيس عبد الناصر بعد توليه كرسي البطريركية بيوم واحدًا، ولكن لأسباب غير معروفة لم تتم المقابلة.
كما إن عبد الناصر لم يكن يعرف شخصية البابا كيرلس السادس الهادئة عن قرب، ولم يجد له مبرر في عدم حضور العديد من المناسبات الرسمية للدولة، واكتفاءه بإرسال سكرتيره كنيابة عن بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
ولكن زالت تلك الحالة بينهما بمبادرة من البابا كيرلس السادس الذي زار الرئيس جمال عبد الناصر في منزله في 12 أكتوبر سنة 1959 باقتراح من المحامي ومستشار البابا كيرلس السادس الخاص وعميد معهد الدراسات القبطية فيما بعد، الراحل زكي شنودة، وانتهت المقابلة بشكل حميم جدًا لدرجة الاتفاق على أن يكون الاتصال بينهما مباشر، بحيث أعطى الرئيس جمال عبد الناصر الحق للبابا كيرلس السادس في أن يطرق بابه في أي وقت يشاء، وحتى في الزيارات المنزلية.
وحين توفى جمال عبد الناصر، رأس البابا في صباح يوم الثلاثاء 29 سبتمبر، صلاة القداس الإلهي وعمل ترحيم لروح الزعيم عبد الناصر وكان غاية في التأثر والحزن لفقد هذا الصديق.
الإمبراطور هيلاسلاسي للبابا: الأب لا يذهب لاستقبال ابنه
هكذا كان يتم دومًا لقاء البابا كيرلس بالإمبراطور هيلاسلاسى الأول، كانت العلاقة بين البابا كيرلس السادس و إمبراطور إثيوبيا هيلاسلاسي، ففي المرات السبع التي حضر فيها هيلاسلاسي إلى مصر، خلال حبرية البابا كيرلس السادس، في كل مرة كان يحرص على حضور القداسات والصلوات بالكاتدرائية.
وفي كل مرة يصل فيها الإمبراطور إلى القاهرة كان يجد دائمًا في استقباله وفدًا من الآباء المطارنة والأساقفة.
ذات مرة قال البابا لهيلاسلاسي إنه كان يود أن يستقبله في المطار لولا توعك صحته فصاح جلالته على الفور باللغة العربية قائلًا: "مش ممكن.. مش ممكن"، وعاد ليكمل حديثه بالأمهرية "إن الأب لا يذهب لاستقبال ابنه بل الابن يأتي لأخذ البركة"، فرد البابا بقوله: "أن الأب يفرح بقدوم ابنه ويهل لاستقباله عند ملامسته أرض الوطن".
وعندما حضر الإمبراطور للقاهرة في عام 1966م، وزار البابا وكانت الزيارة ودية للغاية، ثم قام قداسته برد الزيارة لصاحب الجلالة في قصر الضيافة بالقاهرة، حيث كان ينزل جلالته، وقد تبرع بمبلغ أربعون ألف دولار مساهمة منه في مشاريع الكنيسة.
وقال البابا له إنه سيخصص مبلغ ثلاثة آلاف جنيه لمشروعات دير مار مينا والباقي سيستخدم في بناء الكاتدرائية الجديدة، فرد جلالته بأن المبلغ كله في يد الوالد والأب العظيم للكنيسة كلها.
البابا يؤيد السادات في موقفه ضد إسرائيل ويطلب مقابلته والأخير يطلب التأجيل
في يوم الاثنين 8 مارس 1971 م قام البابا كيرلس بالاتصال تليفونيًا بالسيد "صلاح الشاهد"، الأمين الأول برئاسة الجمهورية لتحديد موعد مع الرئيس السادات لتأكيد تأييد الكنيسة القبطية له في موقف الرئيس تجاه العدوان الإسرائيلي، ولكن شكر السادات البابا لمشاعره وترجاه إرجاء الزيارة حتى تتحسن صحته.
البابا يُخضع الأسد له
قام البابا كيرلس السادس بزيارة إلى إثيوبيا في، وقد استضافه الإمبراطور هيلاسلاسي إمبراطور إثيوبيا، وكان من عادة ضباط الأمن بالقصر أن يطلقوا أسود في حديقة القصر ليلًا لدواعي الأمن وفي الصباح قبل نزول الإمبراطور أو أحد من أسرته إلى الحديقة يكون الحراس قد أدخلوا الأسود إلى أقفاصها.
وكعادته استيقظ البابا باكرًا وأحب أن يصلي صلاة باكر في الحديقة في الهواء الطلق وبالفعل نزل البابا كيرلس إلى الحديقة للصلاة دون أن يعلم أن هناك أسود في الحديقة، وعندما شاهد الأسد رسم نفسه بعلامة الصليب المقدس واستمر في صلاته، وإذ بالأسد يأتي إلى البابا مباشرة ويخضع له بكل خشوع.
وعندما استيقظ الإمبراطور ذهب إلى جناح البابا فلم يجده، فخاف أن يكون نزل إلى الحديقة والأسود بها وعندما نزل إليه مسرعًا خوفًا على البابا وجد الأسد خاضع تحت أرجل البابا كيرلس.
البابا للأنبا أثناسيوس: مين أحسن من مين؟
في صفحات كتاب الخدمة الإتضاع في حياة البابا كيرلس السادس، تضمنت موقف لنيافة الحبر الجليل الأنبا مينا الصموئيلي مع البابا كيرلس، ويقول الأنبا مينا: "كان أبونا مينا المتوحد ينظر لكل إنسان على أنه أفضل منه .. "، ويقول الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف: "في أحد الأيام قمت بإلقاء عظة في الكاتدرائية المرقسية بكلوت بك في وجود البابا كيرلس.. وبعد إلقاء العظة قال لي البابا : "أنت يا خويا عمال تشخط وتنطر في الناس كده ليه.. إحنا عارفين مين أحسن من التاني..".
أسد عند باب المغارة
يقول أبونا القمص صليب سوريال: أنه ذات يوم ذهبت سيدة معروفة إلى طاحونة الهواء في جبل مصر القديمة لتنال بركة أبونا القمص مينا المتوحد، وعندما اقتربت من الطاحونة هلعت لرؤيتها أسد واقف عند الباب وارتعبت، فأدرك أبونا القمص مينا المتوحد الموقف فربت على ظهر الأسد وقال له: "أدخل.. أدخل.."، وقال للسيدة الفاضلة: تعالي.. لا تخافي .. ده حبيبنا وبيجي يشرب القهوة معانا كل يوم ويمضي إلى حال سبيله لا تخافي أن الذي معنا أقوى من الذي علينا".
وتتعدد مواقف البابا رجل المعجزات والمواقف مع الأقباط والشخصيات العامة.