بالفيديو.. «هناء» بين نار فراق الزوج وفرحة نجاة الأبناء في حادث المنيا
28.05.2017 03:46
تقاريركم الصحفيه Your Reports
حجم الخط

استيقظت هناء يوسف، ذات الـ34 عاما، صباح يوم الجمعة الماضي.. يومها كان كغيره من الأيام التي تعيشها في استقرار مع أسرتها الصغيرة المكونة من الزوج عايد والأبناء ماركو ومينا تحت سماء قريتهم الصغيرة "دير الجرنوس" التابعة لمركز مغاغة بالمنيا.

 

ولكن الاختلاف الوحيد في هذا اليوم كان تلك الرحلة الدينية التي انطلق فيها الزوج والأبناء لزيارة دير الأنبا صموئيل، لم يتسلل الشك لحظة إلى قلبها ولم تُثر بداخلها أي مشاعر خوف أو قلق تجاه هذه الرحلة، بل قامت بعد انطلاقهم لتستكمل طقوس حياتها اليومية، وأعدت إفطارها، وكانت على وشك البدء في تناوله لولا تلك المكالمة الهاتفية التي قلبت حياتها رأسًا على عقب، مكالمة من ابنها "ماركو" ينقل لها خبرًا زلزل حياتها المستقرة ليخبرها أن الحافلة التي يستقلونها قد تعرضت لوابل عشوائى من رصاص الإرهاب.

 

تركت هناء كل ما في يديها وتوجهت مسرعة مع شقيق زوجها إلى موقع الحادث، بعدما انقطع اتصالها مع ابنها.. أفكار مسممة دارت في خلدها والوقت يمر ببطء قاتل، أثناء رحلتها من قريتها إلى موقع الحادث، أما نفسها فتجزع من انتظار الاطمئنان على أحبائها، فهى لم تتخيل لحظة أن تتحول تلك الرحلة التي كانت بمثابة مصدر للتعلم والترفيه للأبناء إلى كابوس أسود.

 

تعالت دقات قلبها بمجرد اقترابها من موقع الحادث، وبمجرد وصولها بدأت في البحث بجزع عن ذويها، " لقيت زوجي غرقان في دمه ومضروب بالرصاص من الأمام والخلف وفى قدميه"، ما رأته كان كفيلًا بإصابتها بصدمة وألم "ما سألتش على ولادي لما شوفت اللى حصل لجوزى"، هرعت مسرعة بجسد زوجها إلى المستشفي، وبقلبها شبح أمل يهمس لها بأن زوجها لم يمت بعد، بالرغم من كم الرصاصات التي اخترقت جسده والدماء التي تتساقط من جراحه لتصبغ ملابسه التي أعدتها له في الصباح باللون الأحمر، ولكن الموت كان أسرع من كل محاولاتها لإنقاذه، وجاء رد الأطباء في المستشفي قاطعًا بأن زوجها "ميت" اغتالته يد الإرهاب بدون أن يرتكب ذنبًا تاركًا إياها أرملة يمزق الحزن قلبها ويضعها بين نارين.. نار الحزن الدامى على فراق رفيق الدرب ونار الفرحة بنجاة أبنائها، ولكن الأكيد في نظرها أن الحكومة كانت هي الجهة الوحيدة التي تستحق اللوم.

 

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.