"مات وهو بيصلى لربنا.. يدعو الله بالرحمة والمغفرة وفى يده سعفة.. مش ماسك بندقية ولا قنبلة.. كان بيتعبد".. بهذه الكلمات بدأت شقيقة ميشيل عبد الملاك، شماس بكنيسة مارجرجس بطنطا كلامها لـ "صدي البلد".. قالت والبكاء والصراخ لا ينقطع من منزلها: "آخر حاجة ممكن أتصورها أن أخويا وحبيبى أشوفه فى صندوق".
وقالت نجوى: "آخر مرة شوفته فيها كان من يومين وقعدنا مع بعض فى البيت لكن هو كان دائم التواجد فى الكنيسة للخدمة فيها وربنا اختاره علشان يكون جنبه فى مكان أفضل من الدنيا اللى إحنا فيها".
وتابعت شقيقته: "ميشيل خرج على المعاش منذ عدة أشهر وتفرغ للعمل بالكنيسة والخدمة بها.. وله ابن وحيد هو المهندس أبانوب ربنا يبارك فيه.. لكن أنا مصدومة بجد مش عارفة إزاى واحد قاعد بيعبد ربنا ويناديه وآخر يدخل يفجر نفسه فى المصلين.. حرام عليهم اللى بيحصل فينا لكن مهما حصل هنفضل نسيج واحد، زمايلى فى الشغل المسلمات حضروا لمنزلى لتقديم واجب العزاء.. كلنا نسيج واحد مش ممكن حد يفرقنا مهما حاول الإرهاب الغاشم".
وقالت عن يوم الحادث: "فى اليوم ده خرج ميشيل كعادته فى الساعة الخامسة والنصف صباحا متوجها إلى الكنيسة للاستعداد للاحتفال بـأحد السعف لأنه كان أكبر الشماسين فى السن وفى الساعة التاسعة صباحا سمعت صوت انفجار ضخم اهتزت له المنازل.. وقفت ودق قلبى بسرعة وهرعت إلي الكنيسة وحاولت الاطمئنان على شقيقى لكنى عرفت أنه استشهد فأصبت بحالة إغماء وهستيريا وحاولت التأكد مرة أخرى إلا أننى لم أجده بين المصابين.. وعرفت أن المتهم بتفجير نفسه وصل إلى الصفوف الأولى".
وتسكت نجوى لحظات وتعود للحديث بصوت مملوء بالألم: "هو دائما كان يقول فى كل مرة يقع فيها تفجير لكنيسة أنا عايز أموت شهيد زى إخواتنا اللى استشهدوا فى الكنائس".