كشف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، عن اسم داعية إسلامي مصري فشل في ترحيله عن بريطانيا، وذلك بعد مرور 20 عاماً على الواقعة التي جرت في العام 1997، بحسب تقرير نشرته صحيفة «تليجراف» البريطانية.ونشرت الصحيفة تقريرا لبلير كشفت أن الداعية المصري هاني السباعي، وله تأثير وعلاقة قوية بـ13 قياديا في تنظيم داعش بينهم ذباح داعش، محمد أموازي، المعروف باسم الجهادي جون، حسبما أورد موقع «العربية».
وألمح التقرير الذي أعده معهد توني بلير للتغيير العالمي، إلى أن السباعي يشتبه في أنه وراء تطرف أموازي والشفيع الشيخ، البريطانيين اللذين كانا عضوين في مجموعة البيتلز الداعشية التي تضم الجهاديين البريطانيين في صفوف داعش، كما تجمعه علاقة بسيف الدين رزقي، منفذ الهجوم ضد السياح في تونس 2015.
وقال «بلير»، إن السباعي الذي يعيش في غرب لندن، يعد واحداً من ضمن 6 دعاة مرتبطين بشبكة عالمية من القيادات والجماعات الإسلامية والجهادية، أما الخمسة الآخرون فهم أبوحمزة المصري وعبدالله الفيصل وأبوقتادة الفلسطيني وعمر بكري محمد وأنجم تشودري، مشيرا إلى أن السباعي طلب اللجوء لأول مرة إلى بريطانيا عام 1994، وأخبر المسؤولين البريطانيين أنه تعرض للتعذيب في مصر لأنه عمل كمحامٍ للجماعات الإسلامية، وكان على اتصال بجماعة الإخوان.
وأضاف التقرير، أن السباعي بات شوكة في حلق بلير منذ تدخل الأخير للضغط والتعجيل بترحيله إلى مصر، حيث كان مطلوبا لاتهامه بالضلوع في هجمات إرهابية.
كما أشار إلى أن بلير بدا محبطا خلال الخطاب الذي أرسله إلى وزارة الخارجية البريطانية، محذرا من بقاء السباعي في البلاد، وقال فيه أعتقد أننا يجب ألا نفعل ذلك.
وولد هاني السيد السباعي يوسف، في 1 مارس 1960 في مدينة القناطر الخيرية بالقليوبية، وعمل محاميا، واشتهر بدفاعه عن المعتقلين من التيارات المتطرفة أمام محاكم مصر. التحق بكلية الآثار جامعة القاهرة، ثم تركها بسبب اعتقاده بحرمانية دراسة التماثيل، والتحق بكلية الحقوق وتخرج فيها، وعمل بمهنة المحاماة، وشارك في معظم قضايا الإسلاميين في منتصف الثمانينات إلى عام 1993 حيث اختفى وهرب إلى لندن.
تولى رئاسة مجلس إدارة الجمعية الشرعية بالقناطر الخيرية بمصر، ويمتلك مركزا للدراسات التاريخية عرف باِسم مركز المقريزي.
اعتقل السباعي في قضية تنظيم الجهاد عقب اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات 1981، وخرج من مصر ويقيم الآن في بريطانيا بعد حصوله على اللجوء السياسي، وتعلم على يد قادة الإخوان، وتشرب أفكار عمر التلمساني ومصطفى مشهور مرشدي الإخوان السابقين، وتردد على خطب الداعية المصري عبدالحميد كشك، واعترف بأنه تأثر بأفكار وخطب الشيخ إبراهيم عزت بمسجد أنس بن مالك بالمهندسين قلعة جماعة التبليغ في ذلك الوقت.
في العام عام 1979 شارك بحملات كبيرة لتجنيد الشباب وتسفيرهم لأفغانستان لمواجهة الاتحاد السوفيتي، وزاد نشاطه مع جماعة الجهاد، وكان ضمن قياداتها حيث اعتقل عقب اغتيال السادات مباشرة، وهرب السباعي من حكم غيابي بالإعدام في قضية العائدون من ألبانيا، وحكم بالأشغال الشاقة المؤبدة في محاولة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق عاطف صدقي عام 1993 .
السباعي مطلوب قضائيا في مصر لإدانته في أحداث عنف شهدتها البلاد في التسعينيات، ولتنفيذ عدة أحكام قضائية صادرة بحقه، كما اتهم بالتحريض على العنف سواء قبل الربيع العربي وما بعده، حيث أفتى بعدم جواز إقامة صلاة الجنازة على ضباط الجيش والشرطة، وكان له دور بارز في الدعوة لتظاهرات بمصر عقب زوال حكم الإخوان ودعوات تحريضية لشن عدة اغتيالات.