تبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية غدًا الأحتفال بأحد الشعانين وبداية أسبوع الألام .
وقال البابا شنودة الثالث البطريرك الـ117 في تاريخ باباوات الكنيسة الأرثوذكسية في مقاله له الصوم الكبير والبصخة المقدسة وأسبوع الآلام: إن أسبوع الآلام هو أقدس أيام السنة، وأكثرها روحانية، وهو أسبوع مملوء بالذكريات المقدسة في أخطر مرحلة من مراحل الخلاص، وأهم فصل في قصة الفداءوتابع: قد اختارت الكنيسة لهذا الأسبوع قراءات معينة من العهدين القديم والحديث، كلها مشاعر وأحاسيس مؤثرة للغاية توضح علاقة الله بالبشر، كما اختارت له مجموعة من الألحان العميقة، ومن التأملات والتفاسير الروحية ويسمونه أسبوع الآلام، أو أسبوع البصخة المقدس، أو الأسبوع المقدس.
مضيفًا: كان هذا الأسبوع مكرسًا كله للعبادة، يتفرغ فيه الناس من جميع أعمالهم، ويجتمعون في الكنائس طوال الوقت للصلاة والتأمل كانوا يأخذون عطلة من أعمالهم, ليتفرغوا للرب ولتلك الذكريات المقدسة، ولا يعملون عملًا على الإطلاق سوى المواظبة على الكنيسة والسهر فيها للصلاة، والاستماع إلى الألحان العميقة والقراءات المقدسة فكان الملوك والأباطرة المسيحيون كانوا يمنحون عطلة في هذا الأسبوع.
وتابع: كانوا يمنحون جميع الموظفين في الدولة عطلة ليتفرغوا للعبادة في الكنيسة خلال أسبوع الآلام.
وقيل إن الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير كان يطلق الأسرى والمساجين في هذا الأسبوع المقدس ليشتركوا مع باقي المؤمنين في العبادة, لأجل روحياتهم وتكوين علاقة لهم مع الله. ولعل ذلك يكون تهذيبًا لهم وإصلاحًا.
أتشاح الكنيسة بالأسود
وتابع: ومن المعروف طبعًا أن الناس إن تفرغوا للعبادة في هذا الأسبوع، وعاشوا خلاله في نسك فسوف لا يحتاجون إلى خدم يخدمونهم وكانت مظاهر الحزن واضحة تمامًا في الكنيسة، وأعمدة الكنيسة ملفوفة بالسواد.
وتابع: الأيقونات أيضًا مجللة بالسواد وكذلك المانجليا وبعض جدران الكنيسةالألحان حزينة, والقراءات عن الآلام وأحداث هذا الأسبوع. المؤمنون جميعًا بعيدون عن كل مظاهر الفرح. السيدات تحرم عليهن الزينة خلال هذا الأسبوع، فلا يلبسن الحُلى، ولا يتجملن, ولا يظهر شيء من ذلك في ملابسهن الحفلات طبعًا كلها ملغاة الكنيسة كلها في حزن، وفي شركة الآم المسيح وكانت الكنيسة في هذا الأسبوع تعيش في نسك شديد.
وواصل: غالبية الأسرار كانت تعطل ما عدا سرى الاعتراف والكهنوت وما كانوا يمارسون المعمودية ولا الميرون في أسبوع الآلام, وما كان يرفع بخور ولا تقام قداسات، إلا يوم خميس العهد وسبت النور. وطبعًا من الاستحالة ممارسة سر الزواج. أما سر مسحة المرضى، فكانت تقام صلواته في جمعة ختام الصوم, قبل أسبوع الآلام. كذلك لم تكن تقام صلوات تجنيز في هذا الأسبوع. ومن ينتقل فيه لا يرفع عليه بخور، بل يدخل جثمانه إلى الكنيسة ويحضر صلوات البصخة، ويقرأ عليه التحليل مع صلاة خاصة وصلوات الأجبية كانت تعطل في أسبوع الآلام.
وتابع: يستعاض عنها بتسبحة البصخة وذلك لأن صلوات الأجبية تقدم لنا مناسبات متعددة، ونحن نريد أن نتفرغ لآلام المسيح فقط.