بمناسبة عيد الأم نقدم التحية والاكرام لمن كتب عنها نبوات خلاص البشرية العذراء مريم أم الرب يسوع ، والمكرمة جدا في كل الأديان والطوائف والمقربة لقلوبنا وعقولنا فهي الأم لكل جنس بشر .
العذراء.. أم حملت أغلى طفل في بطنها.. شعرت بركلاته في أحشائها فتمنت أن تراه..
ولد النور وبارك حياتها.. ضحك الطفل وبكى عندها.. كانت تربيه وتراقبه.. فهو الإبن والإله..
أحبته، أطعمته، وجهته، ربته، علمته محبة البسطاء، وشجعته على العمل مع يوسف النجار..
حياة كاملة من العطاء لإبن غالي.. حياة مليئة بالمشقة من أول يوم.. من أول ولادته بمذود ثم الهروب لأرض مصر.. وبعدها البحث عنه لما تاه منها ووجدته في الهيكل.. ومرت الأيام وكبر الإبن الحبيب وكانت معه فخورة به حتى أنها كانت تأخذه معها الأفراح.. فطلبت منه في عرس قانا الجليل أن يأتي بخمر ويبارك المكان.. وثقت فيه وطلبت من الخدم أن يفعلوا ما يقوله لهم..
الأم التي كانت شاهدة على كل حياة المسيح.. الأم التي كانت معه كل أيام حياته.. تحملت كل صعاب الحياة.. إلى أنت وصلت لأصعب لحظة في حياتها..
لحظة وقوفها شاهدة آلام إبنها ومخلصها، وتحملها ألامه وتعبه وإهانته من أجل كل البشر.. الأم التي شاهدت دماء إبنها وصمتت من أجل خلاص العالم.. تحملت الوقوف تحت الصليب.. لحظة قاسية جدا أن تتحمل أي أم الوقوف في هذا المشهد.
لكن تلك الأم كانت قوية من قوته ومحبته لها.. وقفت وراقبت المشهد وقت إنزال جسد المسيح من على الصليب ودفنه وكأنها تودع الجسد الذي حملته في بطنها ومتأكدة أن روحه تحلق في كل الكون.
وفي السبت عند الفجر جاءت مع المريمات لتنظر القبر.. واستمعت لملاك الرب يقول لهن: لا تخافا أنتما فإني اعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب ليس هو ههنا لأنه قام”
رحلة طويلة من الأمومة والعطاء والتواضع قدمتها العذراء مريم واستحقت بجدارة التطويب من كل الأجيال