تأثرت العامية المصرية باللغة القبطية على مدار الحقب الزمنية الماضية، ومع صدور قرار تعريب الدواووين في عهد خلافة الوليد بن عبد الملك عام 706م؛ بدأت اللغة القبطية في التراجع تدريجيا أمام اللغة العربية حتي أندثرت تماما كلغة كتابة ومحادثة ؛غير أنها ظلت حية في صلوات الكنيسة القبطية؛ وفي التأثيرات التي تركتها علي اللهجة العامية المصرية.
ومن جانبه، قال الباحث في التاريخ الكنسي “ماجد كامل”، إن هناك عدد من العلماء والمؤرخين ناقشوا هذه التأثيرات، نذكر من بينهم اقلاديوس بك لبيب في كتابه "مجموع الألفاظ القبطية المتداولة باللغة العربية العامية "حيث احتوى علي دراسة وتحليل 155 عبارة ولفظا، وأيضاً كتاب الدكتور جورجي بك صبحي في كتابه " الكلمات المصرية واليونانية والقبطية المتداولة فعلا في اللغة العربية الدارجة "
وأشار “كامل” في تصريحات له، إلى أن هناك أسماء مدن ومحافاظات مازالت تحتفظ بأسمها المصري القديم وتتمثل في هذه المدن والكلمات:
1- مدينة أبنوب بمحافظة أسيوط ومعناها الذهب
2- مدينة الفيوم ومعناها البحر باللغة القبطية
3- مدينة أسنا بمعني أثنان حيث أنها المقاطعة الثانية من ناحية الجنوب
4- مدينة المطرية وأصلها (با- تي – ري ) ومعناها بيت رع أو مدينة الشمس حيث كانت مركزا ضخما لعبادة الإله "رع "
5- مدينة باجور ومعناها ذات القوة
6- دمنهور ومعنها مدينة الإله حورس
7- بلبيس ومعناها مدينة الإله بس
8- شبرا بمعني عزبة ومنها شبرا خيت العزبة الشمالية وشبرا منت العزبة الغربية
9- مدينة قنا ومعناها الحضن لأن النيل هناك يحضن الأرض
10- منفلوط ومعناها مكان إقامة الحمار الوحشي
11- ملوي ومعناها مخزن الأشياء باللغة القبطية
12- نقادة وأصلها (ني – كاتي ) باللغة القبطية ومعناها بلد الفهماء أو أهل الفهم
13- مدينة أبو قير نسبة الي الشهيدين أباكير ؛وهو شقيق الشهيد يوحنا ويعرف في التاريخ بأسم"الشهيدين اباكير ويوحنا " وكانت لهما كنيسة ضخمة في هذه المدينة ؛فسميت أبو قير تخليدا لأسم الشهيد أبا كير .
14- كلمة ميت بمعني طريق ؛ومنها ميت غمر ؛ميت رهينة .... الخ .
وأوضح ان هناك كلمات قبطية مشهورة ارتبطت باحتفالات شهر رمضان الكريم من بينها كلمة
“حالو” وهي كلمة قبطية معناها شيخ؛ ومنها جاءت الأغنية الشعبية التي يغنيها الأطفال في رمضان "حالو يا حالو رمضان كريم يا حالو" فالأطفال هنا يستجدون الشيخ من أجل العيدية.