عقارب الساعة تتجاوز التاسعة والنصف صباحًا بدقائق معدودة، كردون أمني يغلق شارع علي مبارك، ويحيط بكاتدرائية "الشهيد مارجرجس"، وقوات الأمن ورجال المفرقعات في موقع الحادث، يجتمعون حول عبوة ناسفة، وصل بلاغ بها إليهم، لتكلل مجهوداتهم بالنجاح في تفكيكها.
تكرر المشهد مرة أخرى بعد 10 أيام، واستطاع الإرهابيون زرع عبوة ناسفة في المكان ذاته، ولكن هذه المرة، تحدث انفجارًا ضخمًا، سالت إثره دماء 21 شهيدًا وعشرات المصابين.
ففي 29 مارس الماضي، عثر أحد المارة بشارع علي مبارك، على جسم غريب أمام الكنيسة، ليسرع بإبلاغ الشرطة، لتنتقل قوات أمن الغربية والقيادات الأمنية، وخبراء المفرقعات، وتم غلق الشارع ومنعت مرور السيارات، ونجح خبراء المفرقعات بالتعامل مع الجسم، وتبين أنه عبوة بدائية الصنع، وأبطلت مفعولها، وبعدها مشط محيط الكنيسة للكشف عن أي عبوات أخرى، وعاد الهدوء مرة أخرى.
ولم تمر سوى 10 أيام على التهديد الإرهابي، ليتكرر المشهد بزرع عبوة ناسفة في الموقع نفسه، هذه المرة، ولم يجد أهل "كاتدرائية مارجرجس" منقذًا من تفجيرات الإرهاب، ليتحول يوم عيدهم واحتفالهم بـ"أحد الشعانين"، الأحد السابع في الصوم الكبير، والأخير قبل "عيد القيامة"، إلى يوم للشهداء، سالت دمائهم إثر انفجار ضخم، أسقط 21 شهيدًا ونحو 41 مصابًا، في مشهد دموي جديد يستهدف الكنائس، بعد حادث الكنيسة البطرسية في العباسية.
كان انفجار استهدف كنيسة مارجرجس بطنطا في محافظة الغربية، صباح اليوم، بالتزامن مع احتفالات "أحد السعف"، ما أسفر عن استشهاد 21 شخصًا وإصابة 41 آخرين، حسبما ذكر التقرير المبدئي لوزارة الصحة.