أكد الخبير والسياسي العراقي الدكتور علي التميمي، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان أشجع المتحدثين في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، لأنه تحدث بشكل مباشر وكانت ضرباته قوية ضد التدخلات الأجنبية بشؤون دول الإقليم وكلماته مؤثرة وجيدة أيضا.
وقال علي التميمي، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن القمة يمكن أن نطلق عليها قمة دولية لوجود دول خارجية بها وهي فرنسا إضافة لمشاركة عشرين سفيرا أجنبيا من دول مختلفة بينهم سفراء لدول الاتحاد الأوروبي والسفير الأمريكي، وهذا القمة يمكن أن نسميها أيضا منظومة المصالح المشتركة والتي يمكن أن تشكل نواة لمؤتمرات مقبلة كما تم الاتفاق على أن تكون القمة المقبلة في العاصمة الأردنية عمان، لذا القمة بوابة إيجابية لكل الدول المشاركة.
مشاركة فاعلة للسيسي في مؤتمر بغداد
وأشار التميمي إلى أن حجم المشاركة في مؤتمر بغداد كان إيجابيا خاصة مع حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وأيضا ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكانت إيجابية أيضا ببقية الدول الأخرى، حيث ركز هؤلاء القادة على دعم العراق ومشروعات إعادة الإعمار.
وشدد الخبير والسياسي العراقي، على أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة"، أعجبت العراقيين فقد وجهها للشعب العراقي فما يخرج من القلب يصل للقلب وكانت مؤثرة وأصغى لها العراقيون بكل محبة وتقدير واحترام، مضيفا: "وجهت كلمة الرئيس السيسي للشعب العراقي وكعادته كانت كلماته مؤثرة وبليغة وتقع على الجرح وتكون علاجا وركز على التدخلات واحترام سيادة العراق".
مشاركة مصر في إعادة إعمار العراق
وأشار علي التميمي إلى أن حجم المشاركة المصرية في "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة"، كان كبير لأن القاهرة لديها ثقل ليس فقط في العالم العربي ولكن إقليمي ودولي، وسيكون للشركات المصرية نصيب كبير في مشروعات إعادة الإعمار بالعراق، كما كان خلال الثمانينات من القرن الماضي حينما كانت الشركات المصرية موجودة في كل المحافظات العراقية وكان لها دور كبير في إعادة بناء العراق.
وأوضح الخبير العراقي، أن الأساس الذي بنيت به العراق خلال هذه الفترة يعود للمصريين في البناء والترميم، فقد كانت الشركات المصرية تعمل بكل قوتها وكان هناك حوالي 7 مليون مصري يعملون بالعراق للتطوير والاستثمار وهذا الموضوع سيعاد اليوم وستكون حصة الأسد من نصيب مصر، كما أن العقيدة العراقية مؤمنة بالقدرات المصرية ومتفاهمة معها لأسباب كثيرة أولها روابط الأخوة والدم والمصريين هم أشقاء العراق وقلبهم على العراق بجانب لغة التفاهم المشتركة بين البلدين.
تعاون مصر والعراق في محاربة الإرهاب
وشدد التميمي على أن مصر والعراق لديهما خبرة في محاربة الإرهاب، حيث استطاع الجيش المصري استطاع القضاء على الإرهاب في سيناء، مضيفا: "أنا زرت مصر كثيرا في السبعينات والثمانينات ودرست بالقاهرة وأعرف جيدا أن الأجهزة الأمنية والمخابراتية المصرية قوية وقادرة على التصدي لأي تجاوزات وأنشطة وإرهابية، ولهذا يمكن للعراق ان يستفيد من التجربة المصرية".
وأوضح التميمي أن العراق كان كذلك قبل عام 2003، لكن الولايات المتحدة سرحت وحلت الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، لهذا تلاشت الأجهزة القوية، ويمكن للعراق أن يستعين بمصر في إعادة بناء الأجهزة الأمنية من جديد.
وقال الخبير العراقي، إن العراق مقبل على الانتخابات ومؤتمر بغداد سيكون بوابة لانتخابات العاشر من أكتوبر المقبل ويشجع الشعب على المشاركة في الانتخابات لأن النجاح الداخلي يتصدى للتدخلات الخارجية موضحا: "أعتقد أننا سنكون أمام انتخابات كبيرة تفرز لنا انتخابات قوية وحكومة وطنية تكون امتداد لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي بذل جهود كبيرة في هذا الأمر بإشادة الرئيسين الأمريكي والفرنسي الذي زار الموصل والمناطق المدمرة ويريد أن يشارك بإعادة الإعمار خاصة في الموصل والعراق، يريد مشاركة فرنسا في هذا الأمر أيضا".