تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الأحد، بذكرى نياحة البابا مرقس الخامس رقم 98.
وسيّم البابا مرقس الخامس عام 1602، في بلدة البياضية التابعة لمحافظة أسيوط، وانتشرت في عهده عادة سيئة بين الأقباط وهى تعدد الزوجات، واتخاذ زوجات غير شرعيات، لا سِيَّما في منطقة حول دمياط، في وقت جاهر فيه مطران دمياط بتعدد الزوجات مؤكدًا أنه غير ممنوع في الإنجيل.
وأصدر الأنبا مرقص منشورا حرم فيه تعدد الزوجات، واتفق المطران مع بعض الأقباط الذين كانوا يشغلون مناصب كبيرة في الحكم في سلطنة محمد بن مراد، واشتكوا البطريرك للوالي جعفر باشا، فوجدها الأخير فرصة لإذلال النصارى في رئيسهم، فأحضر البابا وأمر بضربة حتى أشرف على الموت، وعزله من منصبه وحبسه في برج الإسكندرية.
أما المطران المحروم وحزبه من الأقباط فاتفقوا على راهب من البياضية وأقاموه بطريركًا، وصرَّح لهم هذا البطريرك بتعدد الزوجات، وبعد فترة ثار أهالي القاهرة، وجمعوا وفدًا ليقابلوا الوالي وأقنعوه بأن يرد البطريرك المسجون إلى كرسيه لأنه على حق، فرده، وبذلك أصبح على الكرسي بطريركان! لكلٍ منها حِزبه، وظلا كذلك إلى أن ضعف حزب الراهب الفاسد وانحل من نفسه، فمضى الراهب إلى بستان وجعل يعمل فيه حتى مات، وظل الأنبا مرقص إلى سنه 1613 حيث تنيَّح.
وفي عهده، استأنف بابا روما محادثاته معه في شأن انضمام الكنيسة القبطية ولكنه رفض، واستغلت الإرساليات الكاثوليكية فترة الصراع بينه وبين مطران دمياط وما تلاها من أحداث، وزادت نشاطها في مصر وفي الحبشة، وهناك بعض الآراء تسند ما حدث للبطريرك مرقس أنها دسيسة من هؤلاء المرسلين الكاثوليك، إلا أن كنيسة الإسكندرية قاومتهم في مصر وفي الحبشة، حتى حبس الأحباش المرسل اليسوعي هناك، ورغم هذا استمر اليسوعيون هناك يدعون للكاثوليكية بزعامة (بيدوفيز) الذي ظل يحاول التأثير على الإمبراطور حتى سمح له بالوعظ في بعض الكنائس، فوعظ باللغة الحبشية التي أتقنها.
وفي النهاية، تأثر به الإمبراطور نفسه، وأعطاه هامشا أكبر من الحرية في التحرك هناك، فثار على الأحباش بزعامة المطران القبطي هناك، واحتكم الأمر في النهاية إلى القتال، فقامت الحرب التي قتل فيها الإمبراطور وعين مكانه إمبراطور آخر، ووقع هذا الأخير تحت تأثير المبشر اليسوعي، وأرسل من يتعلمون في روما المذهب الكاثوليكي، وهنا أعلن المطران القبطي هناك جرم كل من يتبع هذا المذهب، واشتد هياج الشعب هناك ضد الإمبراطور مرة أخرى. ولكن هذه المرة انتصر الإمبراطور وأعلن المذهب الكاثوليكي، ولكن الله عجل بموت بيدوفيز فهدأت الأحوال.