تداول نشطاء «فيس بوك» خطابا أرسله المطران الراحل الأنبا كيرلس النائب البابوي في أوروبا وأسقف ميلانو، إلى إحدى الفتيات اللاتي كان يتفقدهن في إطار مهامه الرعوية.
وقال الأنبا كيرلس: «إلى الابنة الغالية المحبوبة التي أحبها بالحق، نعمة لكي وسلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح، أرجو أن تكون كل أمورك في سلام ومحبة، واثقة في حنو الله وأبوته، وأن كل الأشياء تعمل معًا للخير ومن أجل البنيان».
وتابع: «لا أريد أن تخجلي من ضعفاتك واحتياجاتك، فالله يعلم ما في قلبك، يشعر بكِ، ويئن من أجل دموعك، يرسل لك العون والمعونة، فقط اطرحي ضعفك أمامه وسيكون لك قوه ورجاء».
وأوصاها أن تهتم بغيرها، قائلًا: «إزرعى الحب في كل مكان، حتى إذا ما رجعتِ بعد زمان تجدين بذره الحب قد أنبتت ثمرًا شهيًا، أحبي الجميع دون مقابل، ولا تنتظري الحب من أحد، فالحب دون شروط هو أسمي درجات الحب».
وتابع: «إخدمي الجميع علي قدر طاقتك، حتي وإن كنتِ تشعرين بالضعف وعدم الاستحقاق فالله يعلم كثيرًا بالضعفاء أمثالنا، يعطي نعمه مضاعفة ليكون فضل القوة لله لا مِنا فقط تمسكي به ولا ترفعي عينك من عليه».
وقال: «لا تنسى عمل الرحمة فهي التي تفتح لنا باب السماء في يوم الدينونة، وشجعي صغار النفوس والقلوب، إسندي الضعفاء وتأني على الجميع بمحبة، فقلوب البشر بها الكثير من الأتعاب تحتاج من يحنو عليها ويترفق بها، ابتسمي في وجه الجميع رغم أتعابك، وارسمي الفرحة في قلوبهم، فقلوب البشر غلبها الحزن.. كوني ترياق السعادة للجميع، ولتكن ابتسامتك بلسما يُداوي ضيق الأيام، لا تستعطي المديح من أحد، وأي مكان توجدين فيهِ كوني آخر الكل، وأصغر الكل وخادمة للكل، تعلّمي أن تكوني مُتضعة بأعماقك، فهوذا الكل قد صاروا أفضل منكِ بالحقيقة».
واختتم خطابه قائلًا: «أخيرًا أيتها الابنة المحبوبة لقلبي، في كل شىء تفعلينه وفي كل زمان إجعلي الأبدية في قلبك وأمام عينيكِ دائمًا، أما أنا من جهتي فإني ذاكرا إياكي في صلاتي ليتحنن عليك الرب وينظر إليك ليعطيك كل ما في ضميرك».