قال الدكتور نظير عياد مفتي الديار المصرية إن تهنئة المسيحيين في أعيادهم لا حرج فيها وكل عام وأنتم بخير.

وأشار خلال صالون المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي “نهاية عام وبداية عام: التسامح والمحبة أساس البناء والتقدم”، الذي أقيم الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤م، تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وشريكه في الخدمة الرسولية نيافة الحبر الجليل أنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وأداره الكاتب هاني لبيب، رئيس تحرير موقع مبتدا، حول الحديث عن عدم جواز تهنئة الأقباط في أعيادهم إلى أهمية المحبة والتماسك والحوار.

وأكد الدكتور نظير عياد إن التكامل والتنوع في المجتمع لا يتحقق إلا بوجود اختلاف، موضحًا أن التسامح والمحبة أساس بناء الإنسان تطبيقا للأية «وتلك الأيام نداولها بين الناس».

و شدد فضيلته على أن الفتوى هي علم ومعرفة وخبرة ولا يجب أن تؤخذ إلا من مصادرها الرسمية، موجهًا التهنئة إلى جميع الحاضرين.

وأكد إلى إن التكامل والتنوع فى المجتمع لا يتحقق إلا بوجود اختلاف والمتأمل فى تاريخ الأنبياء سيجد أن هناك اتفاقا فى أمور كثيرة لأن المنبع واحد والأصل أن الرسالات السماوية قامت على الاستسلام والخضوع لله تعالى، وحدثتنا الكتب السماوية عن الإقرار بالإله الواحد.

وأوضح فضيلته أن الأصل أن الإنسان هو المخلوق وباقي الكائنات خلقت من أجله ولذلك نجد أن المجتمعات الفاضلة هي التي تؤسس لقوانين عادلة تؤدي لمجتمع متماسك.

ووجه فضيلته الشكر والتقدير إلى أسرة المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، وبشكل خاص إلى نيافة أنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز، واصفًا نيافته بالأخ الأعز الأكرم، كما وجه فضيلته شكرًا خاصًا إلى جميع السادة الحضور، وأكد أهمية هذا اللقاء المتعلق بالمحبة والتسامح، مشددًا على أن الحديث عن هاتين الصفتين ضرورة حياتية، وأن العمران والتشييد لا يمكن أن يتحققا في غياب المحبة.

وأضاف أن المتأمل في تاريخ الأنبياء يجد أن هناك اتفاقا في كثير من الأمور لأن المصدر واحد والأصل أن الرسالات السماوية كانت مبنية على الاستسلام والخضوع لله عز وجل وفقا لنصوص التوراة والإنجيل والقرآن الكريم.
وذكر أن الإنسان هو المخلوق وخُلقت من أجله بقية المخلوقات، ولذلك نجد أن المجتمعات الفاضلة هي التي تضع القوانين العادلة التي تؤدي إلى المجتمع المتماسك.

ونوه إلى أن الاحتلال الإسرائيلي تجاوز بأفعاله مجتمع الغابات ويسعى للقضاء على الأخضر واليابس وعلى الدولة الإسلامية في سبيل تحقيق حلمه ولكن هذا لن يحدث.

وأشار إلى أن النقطة الرئيسية التي قامت عليها الأديان هي دعوات المحبة والتسامح ويجب أن يكون هذا شعار عام مضى وعام قادم.

وأكد نيافة الأنبا إرميا في كلمته، أن الصالون الثقافي مهتم بمناقشة موضوعات هامة تتعلق بقيم التسامح والمحبة، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين للبناء والتقدم المجتمعي. كما يُسلط الضوء على الرؤى المشتركة لتعزيز الوحدة الوطنية، ونبذ كافة أشكال التعصب والتفرقة، بما يُعزز من تماسك النسيج الاجتماعي في الوطن.

واستعرض الأنبا ارميا سيرة حياة مفتي الديار المصرية منذ الولادة مرورًا بنشأته والمناصب التي تقلدها وصولا لمنصبه الحالي وهو مفتي الديار المصرية في أغسطس الماضي.

وروى الأنبا ارميا العديد من المواقف التي جمعته بمفتي الديار المصرية كان أبرزها حضور مؤتمر هام بإيطاليا كان فيه معارضين للدولة المصرية وقبل الاثنين التحدي وحضرا المؤتمر وبواسطة الحوار والكلمة صفق الجميع أجانب وعرب لاسم مصر بنهاية المؤتمر.

وعقب كلمة نيافة أنبا إرميا، تم عرض فيلم تسجيلي عن المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، تناول نشأته وأهدافه ودوره في خدمة المجتمع بشكل عام.

وفي ختام الفعاليات أعلن نيافة أنبا إرميا أنه ستتم طباعة الكلمة التي ألقاها فضيلة مفتي الجمهورية خلال صالون المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي في كتاب وسوف يصدر في معرض الكتاب القادم، ثم جرى تكريم فضيلته، والتقاط الصور التذكارية.

حضر الصالون نخبة من المثقفين والكتاب و أعضاء مجلسي النواب والشورى وممثلي الأحزاب السياسية والقيادات الدينية الإسلامية والمسيحية، من بينهم الدكتور محمد أبوزيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، محمود الشريف، نقيب الأشراف، د. محفوظ رمزي، رئيس لجنة التصنيع الدوائي ، د. على نوف، رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام بالغرفة التجارية، المستشار أيمن بديع فلتس، رئيس محكمة جنايات القاهرة، النائبة إيفيلين متى بطرس ، د. مسعد عويس ، القس إرميا مكرم ، أ. د . طارق منصور ، أ. د محمد الشربيني ، د. سمعان عبد المسيح ، د. سامح فوزي، د. هدى عبد الغفار.