أجرت قناة ctv الأرثوذكسية، مؤخرًا، عدة تغييرات في طاقمى الإعداد والمقدمين، واستعانت بإعلاميين من خارجها ضمن خطة تطوير المحتوى البرامجى والمواد المقدمة من خلالها، لكن سرعان ما تراجعت عن قرارها، بعد أن وجهت لها اتهامات عديدة من متابعيها، بغياب هويتها الخاصة؛ كواحدة من أبرز القنوات المسيحية الخاصة.
وأعلن الإعلامى أشرف عبدالمنعم، انسحابه من تقديم البرنامج الرئيسى بالقناة فى النور، بعد انتقادات لاذعة تعرّض لها من قبل متابعى القناة، والذين أطلق بعضهم حملة تطالب بمقاطعتها والاستغناء عنه، نظرًا لآرائه السابقة التي يرونها تعارض الهوية الخاصة بهم، لا سيما أن الاستعانة به تزامنت مع استبعاد عدد من العاملين بها، وإقصائهم عن الشاشة، رغم ارتباطهم بها منذ سنوات.
وقال عبدالمنعم خلال الحلقة الأولى من البرنامج: الاستعانة بى لم تأت تحت أي ضغوط ما؛ بل كنوع من التطوير وتجديد الفكر والإعلام المسيحى الذي يحظى بمتابعة كبيرة بين جمهور القناة، وهذه كانت خطوة شجاعة من إيليا باسيلى، رئيس القناة.. ثم تلقيت حملات على السوشيال ميديا تعارض وترفض وجودى وتقديمى للبرنامج كما لو أننى جئت من تل أبيب، ولست مواطنًا مصريًا، رغم أننا دولة واحدة وأبناء دولة واحدة، وقناة ctv جزء من مصر وإعلام مصر، ولم أسع في هذا الاتجاه والتواجد على شاشتها، لكن ربنا عايز كده، وفوجئت كذلك باتهامات تتعلق بتسييس القناة، لكنهم لا يعرفوننى، وأطالبهم بأن يحكموا على بعد أن يسمعوننى، والفكرة من وجودى هو التغيير.. والتغيير سنة الحياة.
وأضاف عبدالمنعم في ثانى الحلقات، أمس الأول: حين جئت لتقديم البرنامج، كانت النوايا طيبة لعمل برنامج توك شو عام ننافس به ونستغل جماهيرية القناة ونحاول من خلاله أن نقدم للناس موضوعات مميزة وجديدة، لكن فوجئت ومعى أصحاب القناة وإدراتها أن هناك تريندات وهجوم غير عادى على وجودى، والموقف يزداد تأزمًا بمجرد ظهور البرومو على الشاشة، والجمهور لديه رفض لهذا التواجد، فوجدت من الأفضل أن أنسحب وأترك الساحة باحترام ودون أي مشاعر سلبية وعدم التسبب في مشكلة، لأن هناك علاقة جيدة تربطنى بالكنيسة ومسوؤلى القناة.. ولتعد الجماهير إلى قناتها. واستعانت القناة بـعبدالمنعم وفريقه، بعد استبعاد مقدمة البرنامج الرئيسية نانسى مجدى، وزميله محمد دنيا، ليرأس تحريره، وعلمت المصرى اليوم من مصادرها، أنه يجرى حاليًا البحث عن مقدم جديد له، كما يجرى التجهيز لإطلاقه بشكل جديد خلال أسبوع.
من ناحية أخرى، أعادت القناة شعارها الخاص الذي يظهر على الشاشة بجانب اللوجو ربنا موجود، بعد أن حذفته خلال الأيام القليلة الماضية، وواجهت لومًا وانتقادات واسعة بسبب عدم وجوده، واتهامات أخرى بابتعادها عن مناقشة المشكلات المتعلقة بالمسيحيين.
وعلقّت دينا عبدالكريم، أحد الإعلاميين الذين زامنوا بدايات ctv، على التغييرات التي شهدتها مؤخرًا، وأكدت أن انسحاب عبدالمنعم وضع القناة في حرج، لأنه فُهم منه أنه انسحب لخلفيته الإسلامية، في حين أن القضية الأساسية تكمن في استبعاد إعلاميين من أبناء القناة قادرون على التحدث والتناول الإعلامى وتقديم البرنامج بشكل لائق، والاستعانة به، بلا سبب واحد، مردفة: عبدالمنعم بدأ أولى حلقات البرنامج مضطربًا وبدا ذلك عليه أمام الجمهور، واهتم بالرد على الاتهامات دون أن يسعى لصياغة أسلوب معين يعلّق المشاهدين به.. هذه القناة ليست ملكًا لأصحابها؛ إنما هم وكلاء عليها، أسسها رجل بار صاحب رؤية لخدمة الحياة الروحية- الجزء المخفى في العلاقة بين الإنسان وربه، فهى- عند الناس- ليست شاشة لخدمة القضية القبطية، فالمصريون المسيحيون ليسوا جالية في وطنهم، ولا يحتاجون صوتًا يعبّر عن مظالمهم سوى صوت العدل وصوت الحق وهو موجود في الأغلبية العامة للمصريين مسلميهم ومسيحييهم، الأمر لا يختزل في مذيع ولا برنامج؛ بل في الخذلان الذي شعر به الناس، عندما رأوا تلك الشاشة التي كانت في أوقات كثيرة زادهم ومصدر بهجتهم، لأنها كانت تشبههم، وللمرّة الأولى رأوا فيها أشياء لا تشبههم، وبرامج لا تتحدث بلغتهم.
واعتبر الإعلامى مفيد فوزى، أن التطوير الذي تشهده القناة جيد جدًا، لأنها لم تعد قناة مسيحية؛ بل صارت قناة العامة، وتشتبك مع الشأن العام، ورغم ثوابتها وظهور البابا شنودة دائمًا في فواصلها، فهذا شىء محمود للغاية، ومطلوب منها أن تكون قناة إعلامية وليست دينية، قائلًا: تم استضافتى من قبل في برنامج الإعلامية نانسى مجدى، وهى تشتبك في قضايا كثيرة لا صلة لها بالدين، والقناة مصرية التوجه وتبث على النايل سات، وما تم تطبيقه يساهم في تطوير البرامج أكثر، وربما يكون لديهم قناة أخبار مستقبلًا، ويستوعبون إعلاميين وعاملين جددا بالإعلام، في واحدة من أهم القنوات التي يُقال إنها مسيحية.
وأوضحت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، لـالمصرى اليوم، أن التطوير الإعلامى للقنوات يجب أن يتضمن عوامل رئيسية، أولها أن يتم عمل دراسة جادة للجمهور، وألا يكون هذا التطوير في غيبة عن المشاهدين وملبيًا لاحتياجاتهم، متابعة: يجب أن نعتمد على بعض البحوث وليس فقط نسب المشاهدة، لأنه يعطينا معلومات مغلوطة غير دقيقة عن الجمهور الذي نخاطبه، وكذا دراسة المنافسين من القنوات ووسائل الإعلام الأخرى، ومواقع التواصل الاجتماعى، لأنها أصبحت منافسًا قويًا، إذ كان التليفزيون هو رقم واحد لكن هذه المواقع تصدرت حاليًا وأصبحت لها قطاع كبير من الشباب والجمهور العادى.
وأشارت عبدالمجيد، إلى أن جميع القنوات في هذا الإعلام المفتوح وعصر السوشيال ميديا، يجب أن تكون جزءًا من ضمن الخطة المتكاملة، وتتضمن برامج ليست فقط دينية، ومن داخلها، لأن تصنيف الإعلام يحجب قطاعًا كبيرًا من الناس لرؤية هذه البرامج، لذا يجب أن يكون دون تصنيف، وألا يعمل على أساس دينى أو ما يسمى بالقنوات الدينية.