تنعقد القمة الإقليمية المشتركة بين مصر والعراق والأدن، غدا السبت، في العاصمة العراقية في بغداد، ومن المتوقع أن يشارك بها الخمس دول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، بعد تقديم دعوات لهم.
ووجهت بغداد دعوتها الي حوالي إثنى عشر رئيسا لدول إقليمية وعربية، ومن المقرر مناقشتها ملفات عدة على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي، بمشاركة مصر والأردن والسعودية وفرنسا وعدة دول إقليمية وغربية.
وفي السياق، اعتبر الدكتور عبدالكريم الوزان، المحلل السياسي العراقي الباحث في مركز أبابيل للابحاث الاستراتيجية، أن قمة دول الجوار تلقت ردود طيبة من الذين تم دعوتهم، من ضمن ذلك الدول الدائمة العضوية و حتى روسيا التي ستشارك من قبل سفيرها.
وتابع الوزان في تصريحات للدستور: «ما نطمح إليه فى هذه القمة التي تعقد في ظروف صعبة ومعقدة للغاية من كل النواحي، من حيث الصراعات الإقليمية على الساحة العراقية، ومن حيث التهديدات الخارجية والداخلية، ومن حيث وجود الإرهاب الذي ينشط هنا وهناك في العراق».
ولفت الوزان إلى أن القمة من شأنها وضع حد إلى التدخلات الخارجية في العراق من قبل بعض القوى الإقليمية، مشيرا إلى ضروة أن يكون للقمة موقف صريح للوقوف بجانب الشعب العراقي، الذي يعاني الكثير من الأمور القاسية التي يتعرض لها من عام ٢٠٠٣.
وأردف: «المؤتمر يأتي في وقت يستعد العراق للانتخابات البرلمانية قادمة في العاشر من أكتوبر المقبل، وهذا الموضوع أيضا يشكل حد فاصل ما بين الحرب و السلام وما بين الاستقرار وعدم الاستقرار»، موضحا أن القمة فرصة لإنقاذ للشعب العراقي إذاء كل التدخلات ليست الإقليمية فحسب وإنما الدولية الكبرى».
من جانبه، أكد الدكتور نزار عبدالغفار سامرائي، المحلل العراقي، أنه لاشك وأن انعقاد قمة إقليمية بهذا المستوى سيكون حدثا مؤثرا ونقطة لرسم العلاقات السياسية والاقتصادية بين دول المنطقة.
وتابع أن الأهمية تنطلق من جانبين الأول مستوى القيادات الممثلة للدول المشاركة والثاني أهمية الملفات التي سيتم بحثها، ولكن من جانب اخر حتى لا نفرط بالتفاؤل أجد أن الأهمية الحقيقية والإنجاز المتحقق سيكون متعلقا بمخرجات القمة وما ستسفر عنه من اتفاقات.
وأردف: «مشاركة دولة إقليمية كبيرة وقوية، مثل مصر، وهي تسعى لتحقيق تكامل اقتصادي سواء مع العراق أو غيره من الدول المجاورة، سيكون له أثر كبير في تعزيز الاتفاقات التي أنتجتها القمة الثلاثية المنعقدة في بغداد قبل أشهر بحضور الرئيس السيسي والعاهل الأردني، وهذا يعني أن هناك مواقف مشتركة يمكن أن تؤثر على السياسة الإقليمية وتوازن القوى، وفق علاقات سياسية اقتصادية متوازنة بين الجميع وهذا ما يحتاجه العراق اليوم أكثر من غيره ويسعى لتحقيقه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في الأشهر الأخيرة قبيل الانتخابات النيابية التي ينتظرها العراق في أكتوبر المقبل».