تحدثت صحيفة "رياليتيه" التونسية الصادرة باللغة الفرنسية عن الجدل الذي أثاره الصحفي الفرنسي "أوليفييه بيو" من مساء الأحد إلى الاثنين عن القناصة الذين كانوا متواجدين خلال الثورة في تونس في عام 2011. وسواء كانت حقيقة أو إشاعة، فقد أثارت القضية قلق المواطنين والطبقة السياسية وبصفة خاصة أهالي الشهداء.
ومن خلال فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، كان الصحفي الفرنسي شاهد عيان على الأحداث التي وقعت في تونس خلال شهر يناير، ذاكرًا شهادة ضابط فرنسي.
وقال الصحفي الفرنسي في هذا الفيديو: "في ذلك اليوم، (13 يناير 2011)، كنت متواجدًا في حانة في مطار تونس قرطاج، عندما رأيت بأعيني على بعد 30 مترًا مني أشخاصًا تتراوح أعمارهم ما بين 25 إلى 40 عامًا، ويرتدون الملابس نفسها: سراويل بني وقمصان صفراء. كانوا يحملون حقائب سوداء كبيرة في أيديهم اليمنى وحقائب رمادية صغيرة على اليسار. وعبروا قاعة المطار وصعدوا على متن سيارات سوداء كانت في انتظارهم في الخارج، (حيث أنني تابعت هذه الحركة لبعض الوقت)".
وأضاف في شهادته: "عندما عدت إلى الحانة، تفاجئت تمامًا بما شاهدته للتو... في الواقع، كان هناك إلى جانبي شخص تبادلت معه الحديث، وخلال 5 دقائق هذا الرجل شرح لي تقريبًا أنهم مرتزقة وأنه يعرف جيدًا هؤلاء الأشخاص لأنه كان ضابطًا في الجيش الفرنسي. وأخبرني أنه كان ينتظر أصدقاء ليأخذوه في مهمة، وسألته المزيد عن أسباب تواجده في تونس. فقال لي: أعرف جيدًا هؤلاء الأشخاص، إنهم مرتزقة، قناصة من جنوب افريقيا".
وشدد الصحفي على أن هذا الرجل هو الذي أكد له الأمر، وعندما سأله كيف يعرفهم، أجابه بأنه يعرف جيدًا حقائب القناصة الكبيرة وحقائب الذخيرة الرمادية الصغيرة. والحقائب الكبيرة تزيد عن 1,50 متر، فهي ليست آلات موسيقية، وكل شيء يقترب من هذا التفسير. وهناك عدة طرق للهبوط بها وتسللها في المطار بطريقة سرية.
وأشار إلى أن النظام اليائس ليس لديه بالضرورة الوسائل اللازمة للانتباه إلى كل ذلك. فمعظم الحماقات تُرتكب في الأوقات التي تختنق فيها أنظمة الشرطة أو الأمن، وفي هذا الوقت لا يتم احترام بروتوكولات الأمن.
وشدد على ثقته في خبرة هذا الرجل، وما فاجئه في شهادته أنه كان دقيقًا للغاية، مما يعني أنه شخص يعرف حيدًا هذه الأوساط.
يُذكر أن "أوليفييه بيو" ذكر في كتابه "الثورة التونسية: عشرة أيام هزت العالم العربي" أن بعض هؤلاء المرتزقة جندتهم قطر مقابل 1000 إلى 1500 دولار يومياً، وهي ما حدث في مصر أيضًا