أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، أن حكاية بناء دير سانت كاترين بدأت منذ القرن الرابع الميلادى،حين جاءت القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين فى رحلة حج إلى دير سانت كاترين والقدس وبنت كنيسة فى أحضان شجرة العليقة المقدسة بالوادى المقدس طوى أطلقت عليها كنيسة العذراء مريم.
وقال ريحان لموقع صدي البلد:وقام جستنيان عام 560م ببناء دير طور سيناء وأدخل هذه الكنيسة ضمن أسوار الدير وفى القرن التاسع الميلادى أطلق على الدير دير سانت كاترين للقصة الشهيرة عن العثور على رفات القديسة على أحد جبال سيناء الذى حمل اسمها وهو أعلى جبل بسيناء 2246م فوق مستوى سطح البحر.
وأشار ريحان إلى أن كنيسة العليقة المقدسة الحالية أنشئت فى العصر الإسلامى لتحل محل الكنيسة القديمة،ومن يدخلها يخلع نعليه تأسيًا بنبى الله موسى، مساحتها 5م طولًا، 3م عرضًا، وقد غطى الجانب الشرقى من الكنيسة بالكامل ببلاطات القاشانى فى القرن 17 م المجلوبة من دمشق،كما يزخرف تجويف الحنية الفسيفساء وبها أمبون من الخشب يجلس عليه مطران الدير.
وتابع:وقد كتب على ذراعيه بالصدف المعشق فى الخشب اسم واقف هذا الأمبون وتاريخ وقفه له نصه ( وقف الفقير إبراهيم مسعد الحلبى لدير طور سيناء المعمور سنة 1713م )،وتحوى مذبح دائرى صغير مقام على أعمدة رخامية فوق بلاطة رخامية تحدد الموقع الحقيقى لشجرة العليقة المقدسة ويقال أن جذورها لا تزال باقية فى هذا الموقع.
وأكد ريحان أن شجرة العليقة المقدسة بدير سانت كاترين هى الشجرة الحقيقية الذى ناجى عندها نبى الله موسى ربه،لأنها الشجرة الوحيدة من نبات العليق التى تتميز بمميزات متفردة،حيث أنها خضراء طوال العام ولم تذبل أوراقها أبدًا،كما حاول كثير من العلماء إعادة إنباتها فى أماكن أخرى من العالم ففشلوا.
كما أن آيات القرآن الكريم تؤكد أن المنطقة الذى ناجى فيها نبى الله موسى كانت شديدة البرودة،لذلك ذهب بحثًا عن جذوة ليستدفئ بها مع أهله،وأن أكثر منطقة برودة فى مصر كلها هى منطقة سانت كاترين،كما أكد بناء القديسة هيلانة لكنيسة بجوارها فى القرن الرابع الميلادى للتبرك بالشجرة المقدسة.