يفي بوعده ببناء أكبر كنيسة بالعاصمة الجديدة.. يشهد اليوم قداس عيد الميلاد.. 5 زيارات تاريخية للكاتدرائية.. المساواة في الحقوق والواجبات.. وترميم وبناء الكنائس
يشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، احتفالات قداس عيد الميلاد، في كاتدرائية ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية الجديدة، الذي يرأسه البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية.
وأعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أنها ستخصص وسائل نقل تقل المصلين والمدعوين لحضور قداس عيد الميلاد المجيد بكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة.
قرار جمهوري
يذكر أن كاتدرائية "ميلاد المسيح"، تم تشييدها بقرار جمهوري بالعاصمة الإدارية الجديدة، وسيقام بها القداس لأول مرة مساء اليوم.
وأوضحت الكنيسة، أن الصلوات ستبدأ في السابعة مساء وتستمر حتى الحادية عشرة من مساء اليوم نفسه، على أن يبدأ الاحتراس استعدادا للتناول وهو من الأسرار المقدسة بداية من الساعة الثانية ظهرا.
التقويم الشرقي
وأكدت الكنيسة أنه سيتاح الحضور لمن يرغب بناء على دعوات تطلب من مكتب وكيل البطريركية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية بعد تقديم صورة الرقم القومي مع مراعاة أن تقدم الدعوة عند دخول الكاتدرائية الجديدة مع إثبات الشخصية.
يذكر أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بعيد الميلاد في السابع من يناير وفقا للتقويم الشرقي.
ترميم الكنائس
ويسجل التاريخ للرئيس السيسي أنه عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة تعرضت العديد من الكنائس بمعظم المحافظات للحرق والتدمير من قبل الجماعات الإرهابية.
ووعد الرئيس السيسي بإعادة بناء وترميم كل الكنائس المتضررة من الاعتداء وتكليف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لترميمها مرة أخرى، حيث لم يترك الرئيس كنيسة مغلقة إلا وفتحها ومكن الأقباط من حقوقهم الدينية في إطار المواطنة وإتاحة حرية العبادة باطمئنان للجميع وتطبيق صحيح القانون.
المواطنة
وقدم البابا تواضروس الثاني الشكر للرئيس السيسي على مواقفه من أجل تعزيز قيمة المواطنة وحرص الدولة على ترميم الكنائس المتضررة جراء الأعمال الإرهابية واهتمامها ببناء الكنائس في المدن.
أكبر كنيسة
وتعد أكبر هدايا السيسي افتتاح أكبر مسجد وكنيسة في العاصمة الإدارية الجديدة ورفع شعار أن حرية العبادة مكفولة للكافة وبالقانون وافتتاح جميع الكنائس المغلقة.
كنيسة البطرسية
وقدم الرئيس السيسي التعزية للبابا تواضروس وللشعب المصري جميعا عقب حادث تفجير كنيسة البطرسية واستشهاد 30 قبطيا أثناء حضورهم القداس الإلهي وأعلن بنفسه عن مرتكب الحادث وأقيمت جنازة رسمية تصدرها الرئيس في المقدمة.
وأمر الرئيس السيسي اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بسرعة إعادة وترميم كنيسة البطرسية وتسليمها قبل احتفالات رأس السنة وأعياد الميلاد العام الماضي.
وكانت الكنيسة البطرسية بالعباسية قد تعرضت لهجوم إرهابي بواسطة انتحاري في ١١ ديسمبر ٢٠١٦ أثناء صلاة قداس الأحد راح ضحيته ٢٩ شهيدا وأصيب ٣١ آخرون التفجير بدأ مع أداء الصلاة أثناء الاحتفالات بأعياد الأقباط، وعلى الفور وجه الرئيس السيسي بإعادة بناء الكنيسة التي تم إنجازها على يد القوات المسلحة وبدأت فيها الصلوات مرة أخرى، كما وقفت الدولة مع مسيحيي مصر وساندتهم وأكدت عدم التفرقة بين أبناء هذا الشعب أبدا.
كما يعد قيام القوات المسلحة بتجديد الكنائس رسالة للعالم أن مصر لا تفرق بين مسلم ومسيحي وأن دور العبادة الإسلامية والمسيحية تحظى برعاية واهتمام الدولة منذ قيام ثورة يونيو المجيدة، حيث يعمل الرئيس على مساواة جميع المصريين في الحقوق والواجبات.
الكنيسة المرقسية بالإسكندرية
وفي شهر أبريل من عام ٢٠١٧ ضربت يد الإرهاب الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية بعدما حاول إرهابي التسلل داخل الكنيسة وتفجير نفسه إلا أن القدر كان رحيما وفجر نفسه على أبوابها وخلف وراءه شهداء.
وتمكنت الشعبة الهندسية بالمنطقة الشمالية العسكرية بالتنسيق مع محافظة الإسكندرية من ترميم بوابة الكنيسة المرقسية والمباني والمحال المجاورة لها والمتضررة من جراء التفجير الإرهابي الذي استهدفها في أقل من أسبوع لتلحق صلاة أعياد القيامة، وتضمنت أعمال الترميم إصلاح ودهان بوابات الكنيسة المرقسية والأجزاء المتضررة بداخلها فضلا عن ترميم المنازل والمحال التجارية المجاورة لها ورصف الشارع ودهان الأرصفة.
كما أسرع الرئيس السيسي بإصدار توجيهاته بسرعة إعادة فتح كنيستي قريتي كدوان والفرن مرة أخرى بعد إغلاقهما منذ نحو شهر وذلك عقب إرسال أقباط المنيا استغاثات للرئيس السيسي بشأن أزمة كنيستي قريتي كدوان والفرن وإغلاقهما.
كما سعى الرئيس السيسي خلال الفترة الماضية إلى خلق التلاحم الوطني بين المسلمين والأقباط بمصر، وتفعيل حوار الأديان بين القاهرة والعالم، حيث جاءت زيارته لمقر الكنيسة الكاتدرائية بالعباسية خمس مرات لتهنئة الأقباط بأعياد الميلاد، لتؤكد أهدافه بزيادة الترابط المجتمعي.
الكاتدرائية الجديدة
كما أوفى الرئيس السيسي بوعده الخاص ببناء الكاتدرائية الجديدة بالعاصمة الإدارية، بالإضافة إلى بناء مسجد، حيث تؤدي صلاة قداس الميلاد مساء اليوم السبت، بكاتدرائية العاصمة الجديدة، حيث تعد رسالة إلى العالم أن مصر تتقدم إلى الأمام بخطوات ثابتة.
وزار الرئيس السيسي الكاتدرائية المرقسية بالعباسية خمس مرات، وتم استقبال الرئيس بحفاوة وترحيب كبيرين، حيث قام الرئيس السيسي بزيارة تاريخية لمقر الكنيسة الكاتدرائية بالعباسية لتهنئة الأقباط بأعياد الميلاد لأول مرة في السادس من يناير عام 2015، منذ أن زارها الرئيس جمال عبد الناصر.
الزيارة الأولى
وشارك الرئيس في قداس عيد الميلاد بكاتدرائية العباسية، وكانت بشكل مفاجئ فاضطر البابا تواضروس بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية إلى قطع الصلاة للترحيب به، ولم تستغرق كلمة الرئيس دقائق معدودة، حرصا منه على عدم قطع الصلاة واستكمال قداس عيد الميلاد المجيد.
وحرص الرئيس خلال كلمته على تقديم التهنئة بمناسبة عيد الميلاد قائلا: "كان ضروري أجيلكم عشان أقولكم كل سنة وأنتم طيبين.. وأرجو ألا أكون قد قطعت عليكم صلواتكم".
وتابع الرئيس: "مصر على مدى آلاف السنين علمت الإنسانية والحضارة للعالم كله، والعالم منتظر برضه من مصر في الأيام اللي إحنا فيها والظروف اللى إحنا فيها والمهم جدا أن الدنيا تشوفنا كلنا، ولاحظوا أنني بقول دايما إحنا المصريين ومحدش يقول لحد غير كده، إحنا المصريين، إحنا نسطر للعالم معنى ونفتح طاقة نور حقيقية للعالم، ونحن قادرون لتعليم الحضارة والإنسانية وانطلاقها من مصر، ولازم نكون المصريين بس.. إيد واحدة.. وإن شاء الله هنبني بلدنا مع بعض وهنحب بعض كويس وبجد عشان الناس تشوف، عام سعيد عليكم وعلى المصريين كلهم، وكل سنة وأنتم طيبين جميعا، كل سنة وأنتم طيبين يا قداسة البابا".
وقوبل حضور الرئيس بعاصفة من الترحيب والتأييد، حيث هتف المشاركون في القداس: "بنحبك يا سيسي، وإيد واحدة"، فرد عليهم الرئيس قائلا: "وأنا كمان بحبكم، وطبعا إيد واحدة".
الزيارة الثانية
وجاءت الزيارة الثانية للرئيس السيسي إلى كاتدرائية الكرازة المرقسية في العباسية في السادس عشر من فبراير 2015 لتقديم واجب العزاء للبابا تواضروس في ضحايا العملية الإرهابية التي نفذها تنظيم داعش بحق 21 قبطيا مصريًا في ليبيا، ودعا الرئيس السيسي جموع المصريين إلى وحدة الصف الوطني والتكاتف لاجتياز الأحداث العصيبة.
وجاء أداء الرئيس لواجب العزاء في الضحايا الأبرياء بدافع وطني وكمواطن مصري في المقام الأول قبل كونه رئيسا للجمهورية ولكل المصريين، حيث حرص الرئيس على التوجه إلى مقر الكاتدرائية دون انتظار لإجراء أي ترتيبات مراسمية أو إعداد موكب رسمي.
ودعا الرئيس جموع المصريين إلى وحدة الصف الوطني والتكاتف لاجتياز هذه الأحداث العصيبة، مؤكدًا أن تعاضد المصريين مسلمين ومسيحيين هو السبيل الوحيد الذي يكفل سلامة الوطن ودحره للإرهاب، بل يضيف مزيدا من القوة والتلاحم للنسيج الوطني المصري.
الزيارة الثالثة
وكانت المرة الثالثة التي يزور فيها الرئيس السيسي الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في يناير 2016؛ للمشاركة في تقديم التهاني للبابا تواضروس وللأقباط بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
وتعهد الرئيس خلال كلمته في الكاتدرائية لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد ببناء وترميم الكنائس التي أحرقت وقال الرئيس السيسي، آنذاك: "تأخرنا عليكم في ترميم وإصلاح ما تم إحراقه وإن شاء الله يا قداسة البابا هنخلص كل شيء هذا العام، واسمحوا لي أن أقول لكم ياريت تقبلوا اعتذارنا في اللي حصل ده".
وتابع الرئيس: "العام المقبل إن شاء الله مش هيكون فيه بيت من بيوتكم أو كنيسة إلا وستعود مرة أخرى، ولن ننسى لكم ولقداسة البابا مواقفكم الوطنية المشرفة والعظيمة خلال الفترة الماضية".
كما توجه بالشكر للحاضرين قائلًا: "كل سنة وأنتم طيبين وعيد سعيد عليكم وعلينا جميعا، وإن شاء الله العام المقبل يكون عام خير واستقرار، تحيا مصر بنا جميعًا.. تحيا مصر".
الزيارة الرابعة
زار الرئيس السيسي الكاتدرائية للمرة الرابعة الجمعة السادس من يناير 2017 ليهنئ الأقباط بعيد الميلاد المجيد ويعلن الوفاء بوعده بترميم الكنائس ويعد ببناء أكبر مسجد وكنيسة في العاصمة الإدارية الجديدة.
وألقى الرئيس السيسي كلمة خلال حضوره قداس عيد الميلاد المجيد، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية الذي يترأسه البابا تواضروس الثاني.
وقال السيسي: "ربنا يحميكم كلكم، وأوجه التهنئة والتحية والتقدير للحضور، وكل عام وسنة سعيدة علينا كلنا إن شاء الله، والمشاعر الجميلة تلك متبادلة وكلنا واحد ولازم تتأكدوا من ذلك، وزي دلوقتي السنة اللي فاتت وعدت بترميم الكنائس التي تضررت منذ 3 سنوات والبابا لم يتحدث معي ولم يطلب أو يذكر هذا المطلوب لي وهذا حق له ولكم، وأوفينا اليوم أن كل الكنائس التي أضيرت تم ترميمها باستثناء كنيسة في المنيا وأخرى في العريش باقي بعض التشطيبات الخاصة بهما"، وهو الأمر الذي قابله الأقباط بالزغاريد والتصفيق".
وتابع: "السنة الجاية هتبقى 50 سنة على الكاتدرائية والسنة الجاية هتبقى في العاصمة الإدارية الجديدة أكبر كنيسة ومسجد في مصر وأنا أول واحد هسهم في بناء الكنيسة والمسجد، وسنحتفل بالافتتاح العام المقبل فضلا عن مركز حضاري كبير من أجل تعليم الناس أننا واحد وأن التنوع ربنا خلقه علشان نحترم هذا والاختلاف إرادة إلهية ومحاولة تغييرها غير فاهم، ومصر إن شاء الله بينا كلنا هتشفوها كل يوم".
وأضاف: "هنعلم الناس المحبة والأمان والاستقرار وهتشوفوا مصر حاجة عظيمة جدا ولا نبغى غير السلام لينا ولغيرنا وأي قبيح ليس له مكان والجمال هو ما سنقدمه في مصر وللعالم كله، وبشكركم على حفاوة الاستقبال وربنا يحفظ كل المصريين، وبلدنا والسنة المقبلة سنحتفل بإنشاء صرح عظيم يعكس احترامنا لبعضنا البعض وديانات بعضنا البعض واختيارات بعضنا لبعض، وهنقدمها ونعيشها وكل سنة وأنتم طيبين، وانتهز تلك الفرصة وأقول يارب أنا هنا في بيت من بيوت، اللهم احفظ مصر وأمن مصر، ويارب الاستقرار لمصر وبلادنا، ويارب اغنينا بفضلك عمن سواك".
الزيارة الخامسة
زار الرئيس السيسي البابا تواضروس الثاني في الثالث عشر من أبريل بالكاتدرائية في العباسية للمرة الخامسة؛ لتقديم واجب العزاء في شهداء مصر من المواطنين الذين سقطوا ضحايا الحادثين الإرهابيين اللذين استهدفا كنيستي "مارجرجس بطنطا" و"مارمرقس بالإسكندرية".
لقاءات مكثفة
والتقى الرئيس السيسي البابا تواضروس وفرانسيس بابا الفاتيكان فضلا عن رؤساء الكنائس المصرية والأجنبية، تقديرا لدور المسيحيين من جانب الرئيس، حيث ناقش الرئيس خلال تلك اللقاءات الماضي والحاضر والمستقبل، مما يؤكد حكمة الرئيس في خلق التلاحم الوطني بين المسلمين والأقباط.
أكد الرئيس خلال تلك اللقاءات أن المصريين المسيحيين جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني المصري، موضحا أن الدولة تتعامل مع كافة أبناء مصر على أساس المواطنة والحقوق الدستورية والقانونية، فضلًا عن ترسيخ ثقافة المساواة والانتماء الوطني الأمر الذي حصن مصر بنسيج اجتماعي متين تمكنت بفضله من دحر قوى التطرف والظلام.
ونوه الرئيس أن مصر لا توجد بها أقلية مسيحية؛ فالمسيحيون مواطنون مصريون لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات إزاء الوطن، مشيرا إلى أن مصر الجديدة تحرص على تقديم خطاب للإنسانية يعبر عن قيمة المشاركة والعدالة والتعاون وقبول الآخر، وهي القيم التي حث عليها الإسلام وأوصى بالتعامل بها.
وطنية الكنيسة
وأشاد الرئيس بدور ووطنية الكنيسة المصرية، منوهًا بأهمية ثقافة التعدد في شتى مناحي الحياة باعتبارها سنة كونية فضلا عن كونها إثراءً للحياة الإنسانية.
وأشار الرئيس السيسي إلى حرص مصر على إعلاء قيم المحبة والمودة والتسامح، والتعاون مع الديانات المختلفة.
وأكد السيسي أن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف توصي بالبر والتقوى والابتعاد عن الإثم والعدوان، فضلا عن ضرورة المعاملة الطيبة مع أصحاب الديانات السماوية، مشددا على أن أعمال القتل والإرهاب التي تمارسها جماعات متطرفة باسم الدين الإسلامي تُعد انتهاكًا صارخا لتعاليم الإسلام وهو منها براء.
كما تناولت اللقاءات كذلك سبل وآليات تعزيز الحوار بين الأديان ونشر التسامح، لا سيما في ضوء دقة المرحلة الحالية وما تستوجبه من تكاتف لترسيخ قيم قبول الآخر والبناء على القواسم المشتركة التي تنطلق منها الديانات السماوية، فضلا عن تدعيم جهود مواجهة الأفكار المتطرفة.