حاولت كثيرا ألا اكتب عن موضوع كنيسة العذراء التى تقع على حرم طريق الكباش بالأقصر مرة أخرى تجنبا للنقاش الحاد والابتعاد عن المشاكل
ولكن للأمانة التاريخية والموضوعية ولأولادنا فى الجيل الحالى والأجيال القادمة أن اكتب ذلك لأن الكتابة أمانة ومسئولية ...ولأجل أنها أمانة أناشد البابا وأسقف الأقصر وكهنتهم والعلمانيون ان يضعوا مسئوليتهم التاريخية أمام ذلك ويقرروا بهدوء وعقلانية اتخاذ القرار المناسب ، ومن كان لا يعلم فقد كتبنا ليعلم الجميع.
منذ سنوات دافعت عن هدم الكنيسة و المباني التابعة لها لهدمها بقوة جرا فات الحكومة وقتها ، حتى انتهت الأمور بهدم المبانى الإدارية فقط مع بناء غيرها لا تبعد سوى أمتار عن التى هدمت ، على ان تترك الكنيسة التى مر عليها أكثر من مائة عام مكانها مع وضع دعامات لها خوفا من انهيارها حال كشف باقى طريق الكباش
ولكن بعد إزالة الكنيسة الإنجيلية وحصولها على ارض ومبانى بنيت عليها كنيسة حديثة مكتملة المرافق تسليم مفتاح جاهزة للصلاة على نفقة الدولة.
لم يصبح فى المكان غير كنيسة العذراء ، ومع هدم المبانى الإدارية حولها أصبحت تقف وحيدة الكنيسة معرضة للانهيار بحكم مبانيها البدائية التى أساسها حجر دبش رملى تعلو عليه مبانى وأعمدة بالطوب وبعد حفر طريق الكباش أصبحت التربة اللينة جافة قابلة للهبوط ومعها هياكل الكنيسة التى تعلو أكثر من 18 متر ،وهناك دراسات لعمل مجسات ودعم لها ولكن كل الخطورة تكمن فى انهيارها قبل استكمال ذلك
وفى حالة حدوث ذلك سيكون قرار الإزالة أجبارى مع صعوبة تجديد تراخيص لها أو وجود مكان ملائم بديل تبنى فيه عليه حساب الأقباط والتى لا تحتمل أيا جهة ذلك لأنها تحتاج تبرعات بمئات الملايين لإعادة البناء .
بينما يكمن الحل فى الموافقة على الإزالة مع تكفل الدولة ببناء بديل لها بالخراسانات المسلحة وكافة الأثاث والهياكل فى جوار المكان الإداري ولا يبعد عن الكنيسة الأصلية سوى 100 متر فقط مع العلم ان تلك الكنيسة الجديدة ستدوم لأجيال وأجيال ..أما القديمة ان ثبتت فى مكانها فهى تحتاج لترميمات وإصلاحات كل سنة لا قبل للكنيسة بها لأن مبانيها ليست فى قوة الخراسانات المسلحة
هل هناك من يفكر وينظر للأمام بدلا من النظرة العاطفية أو من يرى ان الحل فى عدم فعل شىء وترحيل ذلك للمستقبل ، راحة من الدخول فى مناوشات لا ترتكن احيانا للعقلانية واتخاذ القرار اللازم كأمانة للأجيال المستقبلية
أوجه رسالتى لقداسة البابا أتمنى ان يكون لديكم علما بما قدمته الدولة من عروض ، ونتائج عدم اتخاذ القرار المهم فى التوقيت المناسب وليس فقط الاستماع لطرح الآراء وكثيرا منها لا ينظر للمستقبل وبعضها عاطفى متعلق بالمكان الدينى أكثر من نظرة للمستقبل البعيد .
وأوجه رسالتى لنيافة أسقف الأقصر المسئول والكهنة و اعرف كم الضغوط عليهم ، ولكن كما قلت اتخاذ القرار المناسب أمانة ومسئولية سواء بالقبول أو الرفض.
حيث ان الدولة قدمت عرضا جيدا بأن تبنيها على نفقتها مقابل إزالتها وبعدما وتصبح جاهزة للصلاة ،عندها يتم هدمها مع نقل كل متعلقاتها سواء الدينية او رفات المتنحين من المطارنة
ونكون بذلك أخلينا حرم الآثار لطريق الكباش وهو شىء ايجابي مهم اثريا وسياحيا وخصوصا ان الكثيرون أزيلت بيوتهم بسبب ذلك الطريق
ونكون وبنينا كنيسة حديثة على نفقة الدولة تدوم لأجيال
فهل من مستمع ومسئول ينظر للمستقبل البعيد بدلا من النظرة القريبة ...تحياتى