تعرف على القديس مارجرجس الملقب بـ"أمير الشهداء"
01.05.2017 05:13
تقاريركم الصحفيه Your Reports
تعرف على القديس مارجرجس الملقب بـ
Font Size

للشهيد العظيم مارجرجس مكانة هامة في قلوب الأقباط، فهو “أمير الشهداء” و “أبو حربة الروماني” و”سريع الندهة”.

معنى الاسم الأصلي لجرجس، هو “جوارجيوس”، وهو مكون من مقطعين، المقطع الأول هو “جي”، ومعناها الأرض باللغة اليونانية، ومنها جاء علم الجيولوجيا Geology ، ومعناه علم طبقات الأرض، المقطع الثاني، هو “أرجيوس Ergios” ومعناه “عامل” باللغة اليونانية، فيكون معنى الاسم مكتملًا هو “العامل بالأرض” أو “الفلاح”، ومن مشتقات الاسم “جورجي” و”كركي” باللغة الأرمنية، و”جورج” باللغة الإنجليزية، ومنها “سان جورج”، وبالعربية يختصر الاسم إلى “جرجس”. ومؤنث الاسم هو “جورجينا”. أما لفظ “مار” التي تسبق اسمه فهي كلمة سريانية ومعناها “السيد” باللغة السريانية   ومؤنثها هو “مارت” ومعناها “سيدة”.

القديس مارجرجس.

ولد  الشهيد مارجرجس في كبادوكيا قرب فلسطين الحالية من أب يدعي “أنسطاسيوس “وأم تدعي “ثاؤبستا”، واهتم الوالدان بتربيته تربية مسيحية، ثم توفي والده عندما كان مارجرجس في سن 17 سنة وكان يعمل قائدًا كبيرًا في الجيش، فطلب الإمبراطور من ابنه جرجس أن يعين مكانه قائدًا للجيش، وعندما لمس بطولته وشجاعته عينه قائد مائة، وعندما رأى الإمبراطور دقلديانوس النمو المتزايد للمسيحية أصدر منشورًا بخضوع جميع أفراد الأمبراطورية للإمبراطور، والسجود للإلهين أبولون وأرطاميس، ثم قام بتعليق هذا المنشور في الميادين الكبرى، فما كان من الفارس الشجاع مار جرجس إلا أنه قام بتقطيع المنشور أمام الجميع، وعندما مَثَل جرجس أمام الإمبراطور أصر على إعلان إيمانه المسيحي أمامه فما كان من الإمبراطور إلا أن استشاط غضبًا، وأمر بتعذيب القديس حتى يرجع عن رأيه ويجحد مسيحيته ويسجد لآلهة الرومان.

ومن هنا مر جرجس بسلسلة طوية من العذابات استمرت حوالي 7 سنوات، وقيل أنه وصل في ثلاث مرات إلى حافة الموت، ولكن في كل مرة كان الرب ينجيه ويقيمه مرة أخرى، وخلال هذه السنوات السبع ذاق الشهيد جميع أنواع العذابات تحمل جميعها في صبر وشجاعة.وأخيًرا عندما يئس الإمبراطور من إرجاعه عن إيمانه المسيحي  أمر بقطع رأسه، وكان ذلك في عام 307 م تقريبا. 

ومن أشهر المؤرخين الذين كتبوا عن سيرة مارجرجس يوسابيوس القيصري ( 260- 340 م ) والملقب بأبو التاريخ الكنسي، وذلك في الفصل الخامس الجزء الثامن من موسوعته الشهيرة “تاريخ الكنيسة”.

والشهيد العظيم مارجرجس له مكانة كبرى ليس في مصر وحدها بل في العالم كله، فلقد ثَبَّت البابا جلاسيوس الأول بابا روما اسم  مارجرجس في قائمة القديسين بمجمع عقد بروما عام 404 م، أما البابا غريغوريوس الكبير ( 950- 604 ) فلقد أنشأ في روما كنيسة صغيرة على اسم الشهيد لا تزال قائمة حتى اليوم.

وفي سنة 1404 تأسست ببلدة ألجا Alga بالقرب من البندقية جمعية من الكهنة الكاثوليك اتخذوا اسم الشهيد مارجرجس شفيعا لهم. وفي إنجلترا وفي عام 1222م عقد مجمع في أوكسفورد، وقرر أن يكون عيد استشهاد القديس عيدًا قوميًّا، وأن يعلن عطلة رسمية في طول البلاد وعرضها.

 وفي عهد الملك إدوارد الثالث ( 1327- 1377 ) أصبح الشهيد مارجرجس شفيعا وحاميا لإنجلترا كلها، وزادوا على ذلك بأن صكوا على عملتهم  الذهبية رسمه التقليدي وهو يمتطى جوادا ويضرب برمحه التنين.

وفي روسيا، يعتبرون الشهيد مار جرجس حاميا لهم، فكانوا يرسمون صورته علي حصونهم، ولقد أنشأت الإمبراطورة كاترين الثانية في عام 1769 وسام الشهيد مكافأة للمجاهدين في الحياة العسكرية.

وفي اليونان، يعتبرونه هو شفيعهم، ويشيدون باسمه على الكنائس والأديرة الكثيرة، ويلقبونه بالظافر أو حامل علامة الظفر.كما يصفونه بالشهيد العظيم ورئيس الشهداء.

وعودة إلى مصر مرة أخرى، فعدد الكنائس التي على اسم الشهيد لا تقع تحت حصر، ولا سيما في القرون المتأخرة.

يُذكر البعض أن نصف عدد الكنائس في مصر على اسم الشهيد مارجرجس؛ نظرًا لإيمان الكثيرين منهم بقدرته العجيبة على حل المشاكل، ومن هنا لقب بـ “سريع الندهة”.توجد له عدة مزارات منهم مزاره الشهير بميت دمسيس Damsis ، فهي إحدى قرى محافظة الدقهلية، وتبعد عن ميت غمر بحوالي 15 كم.

 و مزاره الشهير بجبل الرزيقات بقنا، وهي تقع على بعد 30 كم غرب مدينة الأقصر، وهو دير حديث نسبيا اُنشيء في نهاية القرن التاسع عشر ما بين عامي 1850 و1870م، وللدير 21 قبة مبنية كلها بالطوب اللبن.

ومزاره الشهير بمنطقة مصر القديمة، وهو يقع داخل نطاق حصن بابليون، وهو الحصن الذي بناه الإمبراطور “تراجان” ( 98- 104 م )، وقام الإمبراطور أركاديوس (395- 408) بتوسعته عام 395 م، وهو الحصن الذي دخل عمرو بن العاص إلى  مصر عن طريقه؛ حيث فرض عليه الحصار في 9 أبريل 641م، واستمر الحصار مدة حوالي  7 أشهر حتى استسلم الحصن، ولقد أطلق عليه العرب اسم “قصر الشمع”.

أما عن كنيسة ماجرجس، فيقال عنها إنها بنيت في القرن السابع الميلادي حوالي عام 684م تقريبا بواسطة “أثناسيوس”، وهو كاتب الوالي عبد العزيز بن مروان (684- 703 م ).

 أما عن دير الراهبات فلقد ذكره المقريزي في خططه، وقال عنه “دير البنات” بقصر الشمع.

 وتعيد له الكنيسة القبطية أكثر من عيد للشهيد مارجرجس، وأهمها : عيد استشهاده في 23 برمودة الموافق 1 مايو، يوم 16 أبيب الموافق الموافق 23 يوليو تذكار نقل أعضاء مارجرجس إلى كنيسته الأثرية بمصر القديمة، 7 هاتور الموافق 16 نوفمبر تكريس أول كنيسة في العالم على اسم الشهيد مارجرجس.

13 بؤونة الموافق 10 يونيو تذكار بناء أول كنيسة  على اسمه في بلدة برما مركز طنطا محافظة الغربية.

 

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.