أحد "أقباط العريش" : "وكيل الزراعة" يطالبني بالعودة للعمل الأسبوع القادم.. يعرضني للموت
17.03.2017 07:33
تقاريركم الصحفيه Your Reports
أحد
Font Size

أكثر من أسبوعين قضاهم سمير رمزي لبيب، مهندس زراعي، وزوجته مني ملطي حنا، فنّية تحاليل بمستشفى العريش العام، في المنصورة بعد أن غادروا شمال سيناء، ولا يعرفون متى يمكنهم أن يعودوا إلى أعمالهم هناك آمنين، فلا يوجد لهم محل إقامة بالمنصورة، واستضافتهم شقيقة الزوجة، دون أن يقدم لهم أحد يد المساعدة.

 

قال سمير رمزي لبيب، وكيل وزارة الزراعة بالعريش يطالبني أن أحضر لشغلي خلال هذه الأسبوع، على أن أكون بالشغل من الأسبوع القادم، وهو يعرضني للموت، فنحن على اتصال دائم بإخوتنا المسلمين إللي هناك "هم مصريون" جيراننا وحباينا ، لكن الإرهابيين لا نعرف منهم أحد، ويقولون لنا كويس أنكم غير موجودين في العريش، ونحن أيضا نريد أن نغادرها.

 

ويتذكر الأيام الأخيرة التي قضاها في العريش فقال: "أقمت في البيت 10 أيام، ومنعوني من الخروج من المنزل، وكنت أخاف وأنا ماشي في الشارع بالعريش، كنا على اتصال مع أقاربنا، واتفقنا أن نستمر في العريش ونطمئن بعضنا، وقررنا صباح يوم استشهاد كامل رؤوف أن نترك العريش فقد حضرنا جميع الحوادث، وكنا قاعدين لأخر لحظة، ولكننا وجدنا من يحوم حول البيت، فخرجنا الساعة 5 صباحا من العريش.

 

وأضاف، رغم أنهم كانوا كل فترة يموتوا واحد منا، ولكن لم تهزنا تلك الحوادث، والأزمة وصلت ذروتها مع قتل سعد حكيم، ثم الدكتور بهجت أمام الصيدلية البيطرية الخاصة به بعدها بدأنا نهتز، ولما قتلوا وائل صاحب سوبر ماركت أمام زوجته وأولاده، وبعد قتله وقفوا يشربوا حاجة ساقعة، وبعدها كل فترة يقتلوا واحد، وكنا نتواصل لحظيا وكل واحد يقول للثاني خلي بالك من نفسك، وفضلنا 10 أيام لا ننام ولا نقعد.

 

وأشار إلى أنه بعد مغادرة العريش توجهت إلى الأنبا داود، مطران المنصورة، قال لي كلمات التعزية، وعرض المساعدة ورفضت، وكنت في ذهول وفاقد التركيز، ومرهقين ومش عارفين هانعمل إيه بكرة، أصبحنا في المجهول، في حياتنا الوظيفية كلها لم نتأخر عن عملنا يوميًّا، ونعتمد على كلام المحافظ إن فيه شهر مدفوع الأجر، والإرهاب الموجه لي أنا وزوجتي.

 

واستطرد متأثرًا، أنا لم أمت بالسلاح في العريش أحضر للمنصورة أموت من الجوع، يتقطع عيشي بسبب وظيفتي، ومحافظ شمال سيناء أصدر تصريح أن المسيحين لهم شهر مدفوع الأجر، وخرجت من العريش بناء على تصريح المحافظ، ولكن الآن لجان تخرج من المحافظة مخصوص للتقفيل على عدم حضور الموظفين لأعمالهم، ولم يتم تفعيل تصريح المحافظ.

 

وقالت منى ملطي، الزوجة، أخذنا هناك قروضًا ودخلنا جمعيات، دي مشكلتي، ومقيمة عند أختي، ولا نعلم هنرجع إمتي، وأنا داخله جمعية بمبلغ 50 ألفًا، وذلك لأن حوافز سيناء تتعامل مناطق نائية مرتبتنا هناك أعلى كثيرا من المنصورة، ومنذ 34 عامًا أعمل هناك، وتزوجت وتم تعيني هناك، وزوجي أصلا من المنصورة.

 

وطالبت أن يستمر مرتبها كما هو، وأن يكون لها إقامة دائمة في المنصورة، وقالت: "يمكن لعملنا في العريش أن يعملوا لنا مأمورية مفتوحة أو تكليف عمل تحت أي مسمى، لأن مرتبتنا هناك عالية، أخذنا قروض على هذا الأساس، وأخذنا هناك أراض، وأقمنا بيوت لأن العريش معظمها ليسوا من السكان الأصليين.

 

وأشارت إلى أنه "بيتي هناك من 4 طوابق، تركنا كل هذا وأحضرنا شنطة ملابسنا وجئنا هنا، والتضامن الاجتماعي بالدقهلية صرف لنا مبلغ 850 جنيهًا من مشروع تكافل وكرامة، ولنا أقارب هنا لكن في وضع لا يرضي أحد، وبنتي وأولادها وحشوني، وزوجها أخذها على الصعيد، فقد كانت تقيم معنا في البيت نفسه، وعملها أيضا بجوار البيت، فجأة كل واحد في ناحية، وعاوزين نسدد القروض".

 

وذكرت أنه "يوجد تاكسي أتعامل معه في تنقلاتي في العريش كنت أخشى أن يحدث له أذى بسببي، فكل الأحداث يقتلون الأزواج أو من يمشي بجوار سيدة مكشوفة الرأس فهم بيموتوا الرجالة، ولا يهمه العمر، فسعد حكيم كان عمره 63 عامًا، وقتلوه وابنه، وغطيت شعري من الخوف، وفاضل لزوجي سنتين وأنا 4 أعوام على المعاش، هانقضيهم إزاي، في أمر لا ذنب لنا فيه ولا يوجد لنا أي مصدر دخل آخر".

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.