احتفل أديب جودة الحسيني، حامل مفاتيح كنيسة القيامة بالقدس الفلسطينية، بمرور 50 عاما على حمله لها.
50 عامًا من المسؤولية
وقال الحسيني، في بيان على خلفية تلك المناسبة: "إن عام الخمسين لهذه الأمانة الشريفة، أمانة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، وأمانة صلاح الدين الأيوبي طيب الله ثراه، يشكل لحظة تاريخية عظيمة في رحلتي مع هذه الأمانة، والتي بدأتها مع ومن خلال والدي الشيخ جواد جودة (آل غضية) الحسيني رحمه الله منذ عام 1972، حيث كنت حينها طفلا في سن الثمانية أعوام".
850 عامًا حمل فيها المسلمين مسؤولية المحافظة على كنيسة القيامة
وأضاف: "نعم هذه السنوات الخمسين هي احتفاء بالإرادة العظيمة والعزيمة القوية والتي تحلى بها أباؤنا وأجدادنا طيلة 850 عاما مضت، والذين عملوا جاهدين لاستمرار هذه الأمانة حتى وصلت إلى يومنا هذا، وهي أيضا جزء من الجهود التي بذلوها من أجل المحافظة والحفاظ على كنيسة القيامة وعلى هذه الأمانة".
وتابع: "أقف اليوم بعد رحلة نصف قرن من حمل الأمانة، لأتأمل بما تم إنجازه بالأعوام الماضية وبالسير قدما نحو المستقبل بهمة عالية وبالاتكال على الله الذي يساندني ويقوي من عزيمتي للحفاظ على تلك الأمانة، ورغم الصعاب وما حملته السنين التي مضت من صعاب وتحديات، إلا أنني استلهمت العزيمة والثبات كشجرة نخيل فروعها تعانق السماء".
أدرب أبنائي لحمل الأمانة
وأردف: "من المؤكد أن ما تبقى من العمر لن يكون أكثر مما مضى، فقد جهزت العدة وهيأت كل الظروف والأسباب الخيرة لتستمر الحكاية والرواية في سبيل حفظ الأمانة التي استلمتها من خير سلف لتُنقل إلى خير خلف، بحيث تم وبحمد الله تدريب أبنائي على أصول حمل راية الأمانة لنقل أمانة مفتاح كنيسة القيامة جيل بعد جيل إلى يوم يبعثون".
حافظت على العهدة العمرية
واستطرد: "أخيرا وليس أخرا، رحلة نصف قرن من الزمن أراها اليوم كشريط إخباري للتدليل على عظمة ما حُمّل إلي، وأسأل الله أن أكون أديت الأمانة وحافظت على العهدة العمرية وعلى (ستاتيكو) صلاح الدين الأيوبي، بما يضمن إرساء التآخي بين أبناء الطوائف المسيحية المختلفة".